التسليح ومصالح شركات ترامب.. ملفات محرجة تُدفن خلف الابتسامات في زيارته للخليج

في أول جولة خارجية رئيسية له خلال ولايته الثانية، يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارة إلى الشرق الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات. وبينما تسلط الأنظار على اللقاءات الرسمية والبيانات المشتركة، تشير مصادر مطلعة - بحسب ما نشرته «CNN» إلى أن بعضًا من أهم الملفات لن تُطرح علنًا في هذه الزيارة، رغم ثقلها السياسي.
تضارب المصالح الشخصية
واحدة من القضايا التي تُثير حساسية كبيرة لكنها لن تُناقش رسميًا، هي الروابط التجارية بين مؤسسة ترامب والعواصم الخليجية. فشركة "ترامب أورجانيزيشن"، التي يديرها نجلاه دونالد جونيور وإريك ترامب، تمتلك مشاريع عقارية كبيرة في الدول التي تشملها الجولة. ورغم غياب أفراد العائلة عن الرحلة، يظل التداخل بين المصالح التجارية والسياسية محل انتقاد، خصوصًا من معارضي الرئيس داخل أمريكا.
رسائل غير مباشرة من العائلة
وفي تصريحات أطلقها الشهر الماضي من دبي، أكد إريك ترامب أهمية العلاقة مع دول الخليج، قائلًا: "هذه المنطقة تعتمد على أمريكا قوية، وأسمع ذلك مرارًا من كبار القادة في الخليج"، بحسب وكالة "رويترز". هذه العبارات وإن بدت دبلوماسية، إلا أنها تعكس موقفًا واضحًا من الدائرة الضيقة لترامب حول ضرورة تعزيز النفوذ الأمريكي الاقتصادي والسياسي في الخليج.
أجندة معلنة وأخرى خفية
ورغم الإعلان عن محاور التعاون الاقتصادي والأمني ومكافحة الإرهاب كعناوين رئيسية للجولة، يرى مراقبون أن تجاهل القضايا الحساسة قد يُفسر كرسالة ضمنية بأن إدارة ترامب تفضل المصالح الاستراتيجية على أي اعتبارات أخرى، وهو ما قد يترك تأثيرًا طويل الأمد على صورة أمريكا في المنطقة.
التوازن بين القيم والمصالح
تعكس زيارة ترامب للمنطقة مجددًا التوتر التاريخي في السياسة الخارجية الأمريكية بين دعم القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبين الحفاظ على التحالفات الاستراتيجية والمصالح الاقتصادية. وقد اعتادت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تبني خطاب مزدوج عند التعامل مع شركاء الخليج، إلا أن ترامب يذهب أبعد من ذلك مقابل تعظيم المكاسب الاقتصادية.
عقود تسليح واستثمارات متبادلة
من المرجّح أن تسفر زيارة ترامب عن الإعلان عن صفقات تسليح جديدة أو استثمارات أمريكية - خليجية متبادلة، وهو ما يفسر الصيغة البراجماتية التي تتبناها الزيارة. ويُتوقع أن يتم تسويق هذه الصفقات داخليًا كنجاح اقتصادي لإدارته، خاصة في ظل سعي ترامب إلى تعزيز شعبيته الانتخابية في ولايته الثانية.