عاجل

17 سنة حب وعشق للأقصر.. من هي البريطانية "تيريزا كلارك"؟

“تيريزا كلارك”
“تيريزا كلارك”

شهدت مدينة الأقصر، صباح الإثنين 13 مايو ، حدثًا مؤثرًا برحيل واحدة من أبرز الشخصيات الأجنبية المقيمة في الصعيد ، وهي تيريزا كلارك، السيدة البريطانية القادمة من مدينة برمنجهام، والتي اختارت منذ عام 2008 أن تجعل من الأقصر وطن دائم لها.

 

عاشقة الأقصر التي تركت وطنها من أجل مصر

لم تكن زيارة تيريزا لمصر عام 2008 زيارة سياحية عادية، بل كانت نقطة تحوّل في حياتها. بعد زيارتها الأولى، قررت العودة إلى الأقصر مصطحبة معها كل ممتلكاتها ومدخراتها، لتبدأ رحلة جديدة في منطقة العوامية، حيث شيدت منزل واستقرت بين أهل المدينة الذين أحبوها وأصبحت جزءًا من نسيجهم الاجتماعي.

 

مشاركة فعالة في الحياة المجتمعية

لم تكتف تيريزا بالإقامة الصامتة، بل اندمجت بشكل كامل في المجتمع المحلي، وشاركت في الفعاليات الاجتماعية والثقافية والدينية، فكانت تتطوع في موائد الرحمن خلال شهر رمضان، وتحتفل بالأعياد مع الأهالي، وتحرص على حضور الندوات والمبادرات المجتمعية. وقد اعتادت ارتداء العلم المصري في المناسبات الوطنية، تأكيدًا على حبها العميق لمصر.

أقنعت شقيقتها بالعيش في الأقصر

وفي عام 2009، انضمت شقيقتها باربرا كلارك إليها بعد أن تأثرت بجمال الأقصر ودفء أهلها. عاشت الأختان حياة هادئة في المدينة، وارتبطتا بالمكان وأهله، ما جعل تيريزا تعرف بلقب “عاشقة الأقصر” بين السكان المحليين.

 

وصية بالدفن في تراب الأقصر

قبل وفاتها، أوصت تيريزا كلارك أن تدفن في تراب الأقصر، تعبيرا عن حبها الكبير للمدينة التي منحتها أجمل سنوات عمرها. وقد تم تنفيذ وصيتها، وشيعت جنازتها بحضور واسع من أهالي المدينة الذين ودعوها بحزن كبير، مؤكدين أنها لم تكن مجرد سائحة بل واحدة منهم.

دعم لتنمية الأقصر وسياحتها

تيريزا كانت أيضا صوت داعم لتنمية السياحة في الأقصر، حيث شاركت ضمن وفد الأجانب المقيمين في لقاءات رسمية مع المسؤولين المحليين، وقدمت مقترحات لتطوير الخدمات السياحية وتحسين تجربة الزائرين، في إطار حرصها على رؤية الأقصر تزدهر كوجهة عالمية.

مشاعر حزينة عبر منصات التواصل

حيث خيمت حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث نعى العديد من النشطاء رحيل تيريزا كلارك، وعبروا عن إعجابهم بانتمائها الحقيقي للبلد، ووصفوها بأنها “نموذج فريد من نوعه للوفاء والحب الصادق”، ورسالة إنسانية تؤكد أن الانتماء لا يقاس بالجنسية بل بالمشاعر والمواقف.

 

تيريزا كلارك… أكثر من سائحة

رحلت تيريزا كلارك ، لكن ذكراها ستظل حية في وجدان أبناء الأقصر الذين اعتادوا وجودها في كل مناسبة ومبادرة، فهي لم تكن مجرد “سائحة بريطانية في مصر”، بل يراها أهالي الصعيد رمز حي للمحبة والسلام والتعايش الحقيقي

تم نسخ الرابط