قصة حب حقيقية هزّت فرنسا في مهرجان كان السينمائي..من هي ليليان بيتنكورت؟

يشهد مهرجان كان السينمائي 2025 العرض الأول للفيلم الفرنسي الجديد “أغنى امرأة في العالم”، من إخراج تييري كليفا وبطولة النجمة إيزابيل هوبير، والذي يسلّط الضوء على قصة حقيقية هزّت المجتمع الفرنسي قبل سنوات، بطلتها المليارديرة ليليان بيتنكورت، وريثة أكبر شركة لمستحضرات التجميل في العالم وصديقها القديم وكاتم أسرارها، المؤلف والمصور فرانسوا ماري بانييه.
الفيلم مستوحى من فضيحة واقعية لوريثة لوريال
وفي تقرير نشرته نيويورك تايمز يروي الفيلم تفاصيل العلاقة المثيرة للجدل التي جمعت بين بيتنكورت، التي كانت تُعد في ذلك الوقت أغنى امرأة في العالم، ورجل أصغر منها سنًا يُدعى فرانسوا ماري بانييه. وخلال علاقتهما، منحت بيتنكورت صديقها أكثر من مليار دولار على شكل أموال نقدية، ومعاشات، وأعمال فنية نادرة، ما أثار شكوك ابنتها التي بدأت تحقيقًا أدى إلى فضيحة مالية كبرى.
هذه هي القصة الحقيقية للمليارديرة الفرنسية ليليان بيتنكورت، و، لوريال، سيُعرض فيلم "أغنى امرأة في العالم"، بطولة إيزابيل هوبير، لأول مرة عالميًا في مهرجان كان السينمائي، الذي يستمر حتى 24 مايو.
وحي الحفيدة الوحيدة لمؤسس شركة لوريال، إحدى أكبر شركات مستحضرات التجميل والجمال في العالم. وفي سن الخامسة عشرة، انضمت إلى شركة والدها كمتدربة، حيث كانت تخلط مستحضرات التجميل وتضع العلامات على زجاجات الشامبو.
في عام 1950، تزوجت من السياسي الفرنسي أندريه بيتنكورت الذي شغل منصب وزير في الحكومات الفرنسية في الستينيات والسبعينيات، وفي عام ١٩٥٧، ورثت بيتنكورت ثروة لوريال بعد وفاة والدها.
التقت بيتنكورت بفرانسوا ماري بانييه، وهو كاتب وفنان ومصور مشاهير فرنسي، في عام 1987 عندما تم تكليفه بتصويرها لمجلة Egoïste الفرنسية، وعلى مدار السنوات التالية، أصبح بانييه وبيتنكورت صديقين وأصبحت هي المحسن إليه، حيث منحته هدايا تقدر قيمتها بما يصل إلى 1.3 مليار يورو.
تشمل هذه الهدايا، بوليصة تأمين على الحياة بقيمة 253 مليون يورو في عام 2003، وبوليصة تأمين على الحياة أخرى بقيمة 262 مليون يورو في عام 2006

عرض عالمي خارج المسابقة الرسمية
يعرض فيلم “أغنى امرأة في العالم” في كان 2025 خارج المسابقة الرسمية، وقد صرّح المخرج تييري كليفا أن الفيلم يمزج بين الواقع والخيال، مع تغيير أسماء الشخصيات وبعض التفاصيل الخاصة، رغم التزامه بالأحداث الأساسية المستندة إلى تحقيقات ووثائقيات، أبرزها مسلسل “الملياردير، كبير الخدم، والحبيب” المعروض على نتفليكس.

تييري كليفا: الفيلم يُنصف الشخصيات
وأوضح كليفا أن هدفه من الفيلم لم يكن الإثارة فقط، بل “إعادة تأهيل” الشخصيات التي تم تقديمها بشكل كاريكاتوري في الإعلام، وتسليط الضوء على ما يدور داخل عائلات النخبة الثرية، والتي نادرًا ما تُعرض على الشاشة.


يُشير إخلاء مسؤولية في بداية الفيلم إلى أنه مستوحى "بشكل فضفاض للغاية" من أحداث واقعية، ويتضمن عناصر من "الخيال المحض"، بما في ذلك حوارات خاصة بين أفراد العائلة. وقد حرص المخرج تييري كليفا على تغيير جميع الأسماء. ومع ذلك، لا يزال الفيلم متمسكًا بالأحداث الفعلية (كما ورد في فيلم وثائقي من ثلاثة أجزاء، متاح على نتفليكس، بعنوان "الملياردير، كبير الخدم، والحبيب").
من المسلّم به أن هوبير لا تشبه مدام بيتنكورت الحقيقية إطلاقًا، والتي كانت تُعرف بتسريحة شعرها المصقولة بعناية وبدلاتها المصممة بدقة. في الفيلم، تتميز هوبير بشعر حريري يصل إلى كتفيها ومظهر أصغر سنًا بكثير. تظهر كامرأة باريسية مرحة تُغويها شخصية فانتان (النسخة الخيالية من بانيير) المتألقة، فتسمح له بتغيير كل شيء: ملابسها، مجموعتها الفنية، حياتها.