استثناء لافت في سياسة الهجرة
إفريكانيون.. أمريكا تستقبل أول دفعة من اللاجئين البيض القادمين من جنوب إفريقيا

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، استقبلت الولايات المتحدة أول مجموعة من المواطنين البيض القادمين من جنوب أفريقيا، والمعروفين باسم "الأفريكانيين"، بعد منحهم صفة لاجئين بموجب قرار صادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويأتي هذا القرار على الرغم من تشديد ترامب سياسات الهجرة وخفض عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول البلاد من مناطق أخرى.
ووصلت المجموعة، التي تضم نحو 59 شخصًا من بينهم أطفال، إلى مطار دالاس الدولي قرب العاصمة واشنطن، حيث كان في استقبالهم عدد من كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، من بينهم نائب وزير الخارجية كريس لانداو، ونائب وزير الأمن الداخلي تروي إدغار، في مراسم استقبال رسمية نادرة من نوعها للاجئين.
كلمات ترحيب ورسائل سياسية
وخلال كلمة ألقاها أمام اللاجئين الجدد، قال لانداو: "مرحبًا بكم في الولايات المتحدة الأمريكية. إنه لشرف لنا أن نستقبلكم اليوم في أرض الحرية". وظهر عدد من أفراد المجموعة وهم يلوّحون بالأعلام الأمريكية في مشهد أعطى بعدًا رمزيًا للحدث.
وقالت الإدارة الأمريكية إن هؤلاء الأشخاص تقدموا بطلبات لجوء بسبب ما وصفوه بـ"الاضطهاد الحكومي" الذي يتعرضون له في جنوب أفريقيا، في إشارة إلى سياسات يقولون إنها تميز ضد الأقلية البيضاء في البلاد.
تشكيك من بريتوريا وانتقادات حقوقية
لكن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا رفض هذه المزاعم، قائلاً: "اللاجئ هو من يغادر بلده نتيجة اضطهاد سياسي أو ديني أو اقتصادي. وهؤلاء لا تنطبق عليهم هذه المعايير". وأضاف أن منحهم صفة لاجئ يعكس تفسيرًا غير دقيق للقوانين الدولية.
من جانبها، اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الخطوة الأمريكية "تحولًا عرقيًا لافتًا في سياسة ترامب الخاصة بتقليص عدد اللاجئين"، في إشارة إلى أن القرار يُظهر ازدواجية في المعايير عند التعامل مع ملفات الهجرة واللجوء.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر تعليق رسمي من البيت الأبيض رغم توجيه استفسارات إعلامية عدة بشأن دوافع القرار وتوقيته.
سياق سياسي داخلي في الولايات المتحدة
يأتي القرار الأمريكي بمنح صفة اللجوء للأفريكانيين ضمن سياق داخلي معقّد، إذ لطالما وجّهت إدارة ترامب انتقادات إلى نظام الهجرة الأمريكي، وفرضت قيودًا صارمة على طالبي اللجوء القادمين من أمريكا اللاتينية ودول الشرق الأوسط وأفريقيا. وقد اعتبر مراقبون أن الاستثناء الممنوح للأقلية البيضاء القادمة من جنوب أفريقيا يعكس بعدًا أيديولوجيًا يتجاوز الأطر القانونية التقليدية لسياسة اللجوء.