حزب الله يحيي ذكرى قائده..جنازات شعبية في لبنان تحمل رسائل سياسية وأمنية

ينظم حزب الله اللبناني، يوم الأحد المقبل 23 فبراير، في ضاحية بيروت الجنوبية "جنازات شعبية" لزعيمه السابق حسن نصرالله، الذي قُتل في 27 سبتمبر 2024، إثر غارات جوية إسرائيلية على مقر الحزب، إذ يُعدّ هذا الحدث ذو رمزية هائلة وأهمية سياسية كبيرة.
تفاصيل المراسم
تم دفن حسن نصرالله، الذي قاد حزب الله منذ عام 1992، في مكان سري في البداية لحين تنظيم الجنازات الرسمية، وستُقام الجنازة في منطقة قريبة من طريق المطار في بيروت، وهو الموقع الذي شهد توترات بين مؤيدي حزب الله والجيش اللبناني في الآونة الأخيرة، ولذلك تقرر إغلاق المطار لمدة أربع ساعات.
وسيُقام التجمع الرئيسي في المدينة الرياضية كميل شمعون في بيروت، حيث ستستمر المراسم لمدة ساعة تقريبًا، ويتحدث خلالها الأمين العام الحالي لحزب الله، نعيم قاسم، باسم الحزب.
ومن المتوقع حضور مئات الآلاف من المؤيدين، بالإضافة إلى وفود من 79 دولة، بما في ذلك إيران، التي أعلنت عن "مشاركة شعبية ورسمية واسعة".
كما سيُكرم، في المناسبة، هاشم صفي الدين، الذي خلف نصرالله، والذي قتل ايضا في غارة إسرائيلية في أكتوبر الماضي، وفقا لقناة فرانس24.
الأبعاد السياسية
وهذه الجنازات ليست مجرد حدث ديني، بل هي أيضًا فرصة لإعادة تأكيد القوة السياسية لحزب الله، في وقت يعاني فيه من تراجع سياسي وعسكري، فهي محاولة لإظهار استمرار الحزب في السياسة الإقليمية رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها في الحرب مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه تعتبر ردًا على الهزائم العسكرية التي لحقت به.
الحضور والمشاركة السياسية:
كما تمثل هذه الجنازات أيضًا تحديًا للحكومة اللبنانية الجديدة، حيث تم دعوة الرئيس اللبناني الجديد، جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام لحضور المراسم.
وسيتعين على الحكومة في هذه المرحلة اتخاذ قرار حساس بشأن حضور الجنازة أو إرسال ممثلين عنها، كما أن هذا الحدث يحمل دلالات عميقة حول العلاقات الداخلية في لبنان، خصوصًا في ظل الانقسامات السياسية الحادة في البلاد.
الرمزية الدينية لحسن نصرالله
كان حسن نصرالله قائدًا دينيًا وسياسيًا ذا مكانة كبيرة في لبنان وفي المنطقة، ويعتبر بالنسبة للكثير من الشيعة اللبنانيين رمزًا دينيًا وجهاديًا، ومنهم من يراه شبه قديس بسبب تاريخه النضالي ضد إسرائيل.
كما يعد نصرالله شخصية محورية في محور المقاومة، الذي يمتد من لبنان إلى العراق وسوريا واليمن.
التحديات التي يواجهها حزب الله
رغم القوة الرمزية لهذا الحدث، فإن حزب الله يواجه تحديات جسيمة على الأصعدة العسكرية والسياسية، حيث فقد الحزب العديد من قياداته العسكرية، ويعاني من قيود صارمة على تحركاته العسكرية في لبنان، علاوة على ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي يواصل احتلال بعض المناطق في جنوب لبنان.
كما أن الخلافات السياسية الداخلية، مثل الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، كانت بعيدة عن سيطرة الحزب.