عاجل

اليوم الدولي للغة الأم 2025 .. كيف أعلى الإسلام منزلة اللغة العربية؟

اللغة العربية
اللغة العربية

تحل اليوم 21 فبراير؛ الذكرى السنوية لـ اليوم الدولي للغة الأم، والذي يسعى للحفاظ على التنوع اللغوي وتعزيز اللغات الأم، ويسلط الضوء على أهمية الحفاظ على اللغة في إطار الجهود الرامية إلى حماية التراث الثقافي وتحسين التعليم وتعزيز المجتمعات الأكثر سلمية.

ماذا يعني اليوم الدولي للغة الأم ؟

يؤكد اليوم الدولي للغة الأم، الذي أعلنته اليونسكو لأول مرة ثم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، على دور اللغات في تعزيز الإدماج وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. والتعليم المتعدد اللغات لا يعزز المجتمعات الشاملة فحسب، بل يساعد أيضًا في الحفاظ على اللغات غير المهيمنة ولغات الأقليات واللغات الأصلية. 

كيف أعلى الإسلام من شأن اللغة العربية؟

وفي ظل الاحتفاء بـ اليوم الدولي للغة الأم نوضح كيف أعلى الإسلام من شأن اللغة العربية باعتبارها اللغة الأم لمصر وعدد من بلدان القارة الإفريقية والآسيوية التي تجتمع تحت مظلة جامعة الدول العربية.

شرف الله اللغة العربية بأن جعلها لغة القرآن الكريم، ولسان شرائعه وأحكامه، وتبيان حلاله وحرامه، وخزانة كنوزه وأسراه؛ قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}. [يوسف: 2]

فاللغة العربية هي لغة القرآن الكريم؛ تلك المعجزة الباقية إلى يوم الدين، وتعلمها هو واجب على كل مسلم؛ ففي علو منزلتها أخبر الحق سبحانه وتعالى أن هذا الكتاب الخاتم والدستور الدائم للمسلمين نزل بها فقال: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»، أيضا «بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ». 

يقول الإمام الباقلاني في إعجاز القرآن «العربية أشد اللغات تمكنًا، ‌وأشرفها تصرفًا وأعدلها، ولذلك جُعلتْ حلية لنظم القرآن، وعلق بها الإعجاز، وصار دلالةً في النبوة».

كما أن اللغة العربية خيرُ اللغات والألسنة‌ وهي أفصحُ ‌اللُّغاتِ وأبينُها وأوسعُها؛ وخلال الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في تدوينة له: «تمسكوا بلغتكم العربية، وحافظوا عليها، وعلموها أبناءكم، وازرعوا فيهم أن اللغة هُوية، وأن الحفاظ على الهُوية لا يتعارض مع الحداثة ورَكْب التقدم، فلقد اختُصَّت العربية دون بقية اللغات بفضائل عدة؛ فكانت وعاء لخاتم الرسالات، وشاهد عيان على تقدم المسلمين والعرب وتفوقهم في مختلف العلوم على مرِّ العصور».

وسيلة لفهم الدين والحفاظ على الهوية

الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، شدد على أهمية اللغة العربية في فهم الدين، مشيرًا إلى أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل فحسب، بل هي أداة لفهم القرآن الكريم ومقاصده. 

وقال : "إن الله سبحانه وتعالى اختار اللغة العربية ليتنزل بها القرآن الكريم، وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن يغيرها. فاللغة العربية هي أداة لفهم وتفسير القرآن الكريم، ولا يمكن لأي شخص أن يفهم الإسلام بشكل كامل دون أن يتقن اللغة العربية. من هنا، فإن تعلم اللغة العربية ليس فقط ضرورة دينية، بل هو شرف لا يدانيه شرف."

وأضاف: "فهم القرآن الكريم ومعرفة مضامينه والوقوف على أسراره، من أهم مقاصد تعلم اللغة العربية. إنها ليست فقط وسيلة لفهم النصوص الدينية، بل هي أيضًا أداة لحسن العبادة ولعرض الدين بشكل صحيح. اللغة العربية كانت ولا تزال هي التي استعان بها العلماء لفهم ما يشار إليه في القرآن والسنة."

وتابع: "وفي وقتنا الحالي، تتزايد الأصوات التي تنادي بطمس اللغة العربية والقضاء عليها، وهو أمر يتطلب منا التصدي له بكل قوة. إن العناية باللغة العربية هي عناية بالحضارة الإسلامية نفسها. فهذه اللغة تشجع على الحضارة والتمدن، وهي وسيلة لفهم الدين والحفاظ على الهوية الثقافية."

وأردف: "في الوقت الذي نجد فيه تحولًا عالميًّا كبيرًا في النظرة إلى اللغة العربية، إذ تُعتبر لغة فكر مرنة ومتجددة بما يواكب العصر، نلاحظ أن اللغة العربية تعاني من جناية أهلها عليها، والتشبع بغيرها من اللغات، وهو ما يجعل من الضروري أن نواصل العناية بها وحمايتها من التهميش."

وأشار إلى أن اللغة العربية كانت ولا تزال هي اللغة التي استعان بها العلماء في فهم القرآن وتفسيره، لافتًا النظر إلى أن العلماء الأوائل كان لهم دَور عظيم في الحفاظ على اللغة العربية ورفع مكانتها في العالم الإسلامي. وأوضح أن الدين الإسلامي قد انتشر في مختلف أنحاء العالم بفضل اللغة العربية، وأن هذه اللغة لا تقتصر على المسلمين فقط، بل هي لغة ثقافية وعلمية لكل من يهتم بالعلوم والفنون، مؤكدًا: "اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي جزء من هويتنا وحضارتنا. فخلال التاريخ، كانت اللغة العربية هي أداة الفهم والانتقال للمعرفة في جميع المجالات، من العلوم والفلسفة إلى الفنون والأدب."

سمات اللغة العربية

▪اللغة العربية واحدة من أهم لغات العالم، ومن أكثرها ذيوعًا وانتشارًا.

▪أكثر ما يميز اللغة العربية امتلاكها لأسباب حياتها، ومقومات بقائها، وقدرتها على الاحتفاظ بأصالتها، مهما تباعد الزمان، وتداخلت اللغات.

▪التعبير بفصاحة وبيان مما تتميز به اللغة العربية؛ حيث يستطيع المتكلم بها أن يصيغ عبارة دالة على الواقع وفق مقتضى الحال في سهولة ويسر؛ بعيدًا عن  التنافرات الكلامية، والتعقيدات اللفظية.

▪اللغة العربية من أثرى لغات العالم من حيث المفردات، ويستطيع المتحدث بها أن يعبر عن المعنى الواحد بألفاظ متعددة، كلُّ لفظ منها موضوع  لحال أو موصوف دال عليه، يضيف معنى جديدًا.

▪تتميز اللغة العربية بنظام صوتي يدل السامع على معنى الكلمة ومدلولها بمجرد صوته وجرسه.

▪تنضبط الكلمة العربية بالميزان الصرفي الذي يمكّن الأدباء من تحويلها إلى أبنية مختلفة باختلاف المعاني التي يسوقونها، ويثري الأداء البلاغي بأساليب جمالية متنوعة.

تم نسخ الرابط