قصر الصلاة للنساء في الحج والعمرة.. متى يجوز؟ وما شروطه؟

يتكرر سؤال "هل يجوز للمرأة قصر الصلاة أثناء الحج أو العمرة؟" مع اقتراب موسم الحج من كل عام، خاصة من النساء المقبلات على أداء الفريضة أو العمرة، إذ تبحث كثير من السيدات عن الحكم الشرعي الصحيح لهذا الأمر وفق ما جاء في المذاهب الفقهية المعتمدة، وفي هذا الإطار، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم بشكل مفصل، مع التأكيد على الشروط الواجب توافرها لتطبيق رخصة القصر والجمع في الصلاة.

دار الإفتاء قصر الصلاة للمرأة أثناء الحج جائز بشروط

أكدت الدكتورة وسام الخولي، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن قصر الصلاة أثناء الحج أو العمرة للمرأة هو أمر جائز شرعًا متى توفرت شروط السفر التي تبيح استخدام الرخصة الشرعية، موضحة أن من أهم تلك الشروط:

• أن يبلغ السفر مسافة القصر، وهي نحو 83 كيلومترًا تقريبًا.
• ألا يكون السفر لمعصية.
• ألا تنوي المرأة الإقامة في المكان أكثر من أربعة أيام، غير يوم الدخول والخروج.

وأشارت وسام ، خلال لقائها في برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة "الناس"، إلى أن هذه الرخصة لا تخص الرجال فقط، بل تشمل النساء كذلك، إذ أن الحكم الشرعي متعلق بوصف "المسافر"، وليس بجنس المكلف، وبالتالي فإن المرأة إذا توفرت فيها شروط السفر، جاز لها القصر والجمع في الصلاة تمامًا كما يفعل الرجل.

متى يجوز الجمع والقصر في الصلاة أثناء الحج؟

أوضحت دار الإفتاء، أن قصر الصلاة يُعد من الرخص التي خفف الله بها عن عباده، بشرط أن تكون في سفر مباح وليس لمعصية، كما يجوز الجمع بين الصلاتين (الظهر والعصر، والمغرب والعشاء) في حالات السفر، وخاصة في أثناء أداء المناسك، وذلك تيسيرًا على الحاج والمعتمر.

وأضافت "الخولي" أن بعض العلماء، خاصة من المذهب الحنفي، أفتوا بأن مجرد خروج المسلم من بلده يعد سفرًا، حتى وإن كانت المسافة لا تزيد كثيرًا، ما دام الشخص لا ينوي الإقامة، وهو ما يعزز مشروعية القصر حتى في حال التنقل داخل الأراضي المقدسة.

المدة التي يجوز فيها القصر للمرأة في الحج

أكدت الخولي، أن المدة التي يجوز فيها قصر الصلاة، بحسب رأي جمهور الفقهاء، لا يجب أن تزيد عن أربعة أيام غير يومي الوصول والمغادرة، فإن نوت المرأة الإقامة أكثر من هذه المدة، فيجب عليها أن تصلي الصلاة كاملة دون قصر. أما إذا لم تنوِ الإقامة، أو كانت مدة إقامتها أقل من ذلك، فيجوز لها القصر طيلة فترة وجودها هناك، بشرط استمرار نية السفر.

رأي المذاهب الأربعة في قصر الصلاة أثناء الحج

بحسب ما جاء في فتاوى علماء الأزهر، فإن المذاهب الأربعة اتفقت على جواز قصر الصلاة في حال السفر، ولكنها اختلفت قليلًا في تقدير المدة التي يجوز فيها القصر، حيث يرى:

• الحنفية: يجوز القصر ما دام المسافر لا ينوي إقامة أربعة أيام.
• المالكية: يشترط عدم نية الإقامة أكثر من أربعة أيام كاملة.
• الشافعية: يقصر المسافر إذا كانت مدة إقامته لا تتجاوز أربعة أيام.
• الحنابلة: يرون أن المسافر يقصر صلاته ما لم ينوِ الإقامة، أو كانت إقامته أقل من أربعة أيام.

وبذلك فإن جمهور العلماء أجازوا القصر للمرأة الحاجّة والمعتمرة طالما توفرت الشروط السابقة.

فتوى دار الإفتاء تيسير على الحجاج وخاصة النساء

تأتي فتوى دار الإفتاء المصرية في إطار التيسير على المسلمين والمسلمات في أداء مناسكهم، إذ أن السفر للحج أو العمرة يعد من أنواع السفر المباحة التي ترتب عليها بعض الرخص، ومن بينها القصر والجمع في الصلاة، خاصة في ظل الجهد البدني الكبير الذي يبذله الحجاج خلال أداء المناسك.

متى تقصر المرأة الصلاة أثناء الحج أو العمرة؟

• إذا تجاوزت المسافة 83 كم تقريبًا.
• إذا لم تنوِ الإقامة أكثر من 4 أيام.
• إذا كان السفر مباحًا (وليس لمعصية).
• يمكن الأخذ برأي الحنفية في اعتبار الخروج من البلد سفرًا.

وفي ضوء هذه الشروط، يجوز للمرأة المسافرة لأداء مناسك الحج أو العمرة أن تقصر الصلاة وتجمع بين الصلوات تيسيرًا واتباعًا للفتوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية.