تنسيق دفاعي أوروبي جديد في العاصمة الإيطالية لدعم أوكرانيا

تستضيف العاصمة الإيطالية روما، الجمعة المقبل، اجتماعًا عالي المستوى يضم وزراء دفاع خمس دول أوروبية وازنة عسكريًا، وذلك لمناقشة سبل تنسيق الدعم العسكري لأوكرانيا، وتعزيز التعاون الدفاعي المشترك داخل القارة الأوروبية.

وأعلنت وزارة الدفاع الإيطالية مساء الإثنين، أن الوزير غيدو كروزيتو دعا نظراءه من ألمانيا وفرنسا وبولندا والمملكة المتحدة، للمشاركة في هذا الاجتماع، الذي يُعد الرابع من نوعه بعد لقاءات سابقة عُقدت في برلين (25 نوفمبر)، ووارسو (13 يناير)، وباريس (12 مارس).

تعزيز دفاعات القارة.. على رأس جدول الأعمال

من المنتظر أن يتناول جدول أعمال اللقاء ملفات شائكة تتعلق بالأمن الأوروبي، يأتي في مقدمتها استمرار دعم كييف في مواجهة العمليات العسكرية الروسية، إلى جانب استكشاف آفاق الشراكة الدفاعية بين الدول الأوروبية الكبرى، في ظل التحديات الجيوسياسية المتصاعدة.

وبحسب البيان الرسمي الصادر عن وزارة الدفاع الإيطالية، سيُعقد مؤتمر صحفي مشترك للوزراء عقب انتهاء الجلسات المغلقة، لإطلاع وسائل الإعلام على نتائج المباحثات وخطوات التعاون المقبلة.

الاجتماع الأوروبي يتزامن مع تحرك أمريكي محتمل

يأتي هذا التحرك الأوروبي بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يوم الإثنين، أنه "يفكر" في زيارة تركيا الخميس المقبل، في إطار متابعته المحتملة لمحادثات سلام مرتقبة بين روسيا وأوكرانيا.

وتثير هذه التحركات الدبلوماسية، الأوروبية والأميركية، تساؤلات حول مدى التقدم الذي يمكن أن تشهده جهود إنهاء النزاع العسكري الممتد في أوكرانيا، وسط انقسام دولي بشأن الوسائل والحلول الممكنة.

أربعة اجتماعات.. ومسار مستمر للتنسيق العسكري الأوروبي

يمثل اجتماع روما حلقة جديدة في سلسلة من اللقاءات الأوروبية المنسقة بشأن الملف الأوكراني، وهو ما يعكس سعيًا مشتركًا من العواصم الأوروبية الكبرى لتوحيد الرؤية حول آليات الدعم العسكري، وتحصين الأمن الجماعي في مواجهة المخاطر المتزايدة.

ويُتوقع أن تسفر المحادثات عن إعلان مشترك يعكس التوافق السياسي والعسكري بين الدول الخمس، ويحدد إطارًا عمليًا لمزيد من التنسيق الدفاعي الأوروبي خلال الفترة المقبلة.

كروزيتو: الدفاع الأوروبي بحاجة إلى تماسك سياسي وعسكري

أوضح وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروزيتو في تصريحات سابقة، أن "مستقبل الأمن الأوروبي يتطلب قدرًا عاليًا من التماسك السياسي والتكامل الاستراتيجي"، مؤكدًا أن بلاده تسعى إلى تعزيز الجبهة الأوروبية الموحدة في مواجهة الأزمات الدولية، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا.

ويُعد كروزيتو من أبرز الأصوات المنادية ببناء بنية دفاعية أوروبية مستقلة داخل حلف الناتو، دون أن تتعارض مع الشراكة عبر الأطلسي، خاصة في ظل تصاعد التحديات الأمنية شرق القارة.