أبو الغيط : إسرائيل لم تُغيّر المنطقة.. وواشنطن مطالبة بالتعامل مع الفلسطينيين

نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن تكون إسرائيل قد نجحت في تغيير ملامح الشرق الأوسط، رغم التوترات والانقسامات الإقليمية، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ما تزال قائمة، وأن المحاولات الإسرائيلية لإعادة تشكيل الواقع العربي لم تنجح.
وقال أبو الغيط، خلال ظهوره في برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي عبر قناة ON:"رغم السقوط الأخلاقي غير المسبوق من جانب المجتمع الدولي، وغض الطرف عن الجرائم والانتهاكات في غزة، إلا أن إسرائيل لم تستطع تغيير جوهر المنطقة أو تصفية قضيتها المركزية".
التهجير وهم والفلسطينيون باقون
شدّد أبو الغيط على أن الشعب الفلسطيني باقٍ على أرضه، ولا توجد قوة قادرة على تهجيره أو إبعاده عن قضيته، قائلاً: "الشعب الفلسطيني لا يمكن اقتلاعه، ولا يستطيع أحد التخلص منه، التهجير لن يتم، ومحاولات شطب الهوية الفلسطينية ستفشل كما فشلت سابقًا".
وأوضح الأمين العام، أن الانقسامات داخل الصف العربي هي ما تعطي انطباعًا بأن إسرائيل نجحت في التأثير على شكل المنطقة، قائلاً:"حين ترى اليمن منقسمًا، والسودان غارقًا في حرب أهلية، وسوريا تتنازعها أطراف مختلفة، وليبيا منقسمة، والخلافات تمتد إلى علاقات عربية -عربية، تظهر الصورة مشوشة، وكأن إسرائيل نجحت، لكن الحقيقة غير ذلك".
تجاوز السلطة الفلسطينية
وحول الحديث المتداول بشأن ترتيبات أمريكية - إسرائيلية لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب، وربما حتى تكليف حاكم أمريكي بمهمة إدارة القطاع كما حدث في العراق عام 2003، رد أبو الغيط بحزم: "السلطة الفلسطينية لا تزال موجودة، ولن يقبل الفلسطينيون بتجاوزها، فكرة تعيين إدارة أمريكية أو أجنبية لإدارة غزة مصيرها الفشل، إذا لم تستند إلى الواقع الفلسطيني".
وأضاف: "حتى لو راود الأمريكيين هذا التصور، فإن الشعب الفلسطيني سيقاومه كما قاوم كل محاولات الوصاية والتهميش من قبل".
نصيحة لواشنطن
وجه أبو الغيط رسالة مباشرة للإدارة الأمريكية، قائلًا: "نصيحتي لواشنطن أن تعمل من خلال السلطة الفلسطينية، كما كانت تفكر إدارة بايدن قبل عام ونصف، حين طرحت فكرة (اليوم التالي للحرب)، العودة لهذا المسار ضرورة إن أرادوا حلاً مستقرًا".
وحذر الأمين العام في ختام حديثه، من تبني مشاريع مصطنعة أو حلول خارجية لإدارة غزة بعد الحرب، مشيرًا إلى أن: "أي أفكار بشأن إدارة القطاع لا تنطلق من الواقع الفلسطيني، ومجتمعه، وتاريخه، ستكون مصيرها الفشل الذريع، لا تهجير، ولا وصاية، بل احترام لإرادة الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية".