بعد خفض الرسوم الجمركية.. هل يتأثر الاقتصاد العالمي باتفاق جنيف؟ خبراء يكشفون

شهدت الساعات القيلية الماضية تطورًا دوليًا كبيرًا على الساحة الاقتصادية والعالمية، حيث اتفقت الولايات المتحدة والصين على خفض مؤقت للرسوم الجمركية المتبادلة، في صفقة فاقت التوقعات، في ظل سعي أكبر اقتصادين في العالم لإنهاء حرب تجارية مدمرة أججت مخاوف الركود وزعزعت الأسواق المالية.
خفض الرسوم الجمركية
وأعلن البلدان اليوم الاثنين أن الولايات المتحدة ستخفض الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها على الواردات الصينية في أبريل من هذا العام إلى 30% من 145%.
كما ستنخفض الرسوم الجمركية الصينية على الواردات الأمريكية إلى 10% من 125% وتسري الإجراءات الجديدة لمدة 90 يومًا.
محادثات جنيف بين أمريكا والصين
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، عقب محادثاته مع المسؤولين الصينيين في جنيف: "لقد مثّل كلا البلدين مصالحهما الوطنية بشكل جيد للغاية. لدينا مصلحة في تحقيق تجارة متوازنة، وستواصل الولايات المتحدة السعي نحو ذلك".
73 دولة تواصلت للتفاوض مع أمريكا بشأن هذه الرسوم الجمركية
ومن جانبه علق الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي على توصل الولايات المتحدة والصين اتفاق لخفض مؤقت للرسوم الجمركية المتبادلة، في صفقة فاقت التوقعات، في ظل سعي أكبر اقتصادين في العالم لإنهاء حرب تجارية مدمرة أججت مخاوف الركود وزعزعت الأسواق المالية.
وقال "رشاد" في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، إن ترامب كان يريد أن يعظم إرادات أمريكا من خلال تنشيط السوق الأمريكي، لافتًا إلى أن ترامب فرض هذه الرسوم ليست للتطبيق ولكن للتفاوض، وأن هناك 73 دولة تواصلت للتفاوض مع أمريكا بشأن هذه الرسوم.
الصين أقوى دول العالم اقتصاديًا
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن الصين أقوى دول العالم اقتصاديًا ولم تقبل هذه الرسوم المجركية، وعقد اتفاق بين الطرفين في جنيف هو أمر جيد للاقتصاد العالمي، ولكن يجب أن يكون الاتفاق بين الطرفين والتخفيض مرضي للبلدين حتى يتم تطبيقة على أرض الواقع، ويجب أن يكون هنام توازن سعري أو جمركي أو ضريبي بين الطرفين.
وأكد "رشاد" أن اجتماع جنيف هو اجتماع سياسي والطرفين يستخدمون جميع أوراقهم الرابحة في التفاوض، وخاصة وأن التوصل لإتفاق هو جيد للغاية، مشيرًا إلى أن الرسوم الجمركية سوف تؤدي إلى ارتفاع الأسعار في العالم ومزيد من التضخم ومعاناة الدول النامية.
بارقة لإعادة الأمل للأسواق العالمية
وفي ذات السياق قال الدكتور خالد الشافعي الخبير القتصادي، إن التوصل لإفاق بين أمريكا والصين بشأن الرسوم الجمركية يعد بارقة أمل لإحداث تفاوض ونوع من إعادة الأمل للأسواق العالمية.
وأضاف "الشافعي" في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم" أن البورصات العالمية خسرت ما يقرب من 5 ترليون دولار خلال يومين بسبب الرسوم الجمركية، كما أن الاقتصاد العالمي تأثر سلبيًا بشكل كبير، وخاصة وأن الصين تمتلك 7 مليون مصنع وتعد أكبر مورد للعالم، ولكي يحدث توازن في العالم كان يجب أن يحدث توافق بين أقوى قوتين اقتصاديين في العالم.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن قرار ترامب فرض الرسوم الجمركية كان قرار فوضويًا من ترامب ولم يأخذ رأي مستشارية أو الخبراء والمتخصصين، لافتًا أن ترامب كان يتوقع أن يصب هذا القرار في صالح أمريكا والصناعة الأمريكية، ولكن الصناعة الأمريكية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالصناعة الصينية.
يعطي نوع من الهدنة للطرفين
قال الدكتور إبراهيم مصطفى الخبير الاقتصادي، إن جلوس أمريكا والصين على طاولة المفاوضات فين جنيف هو أمر جيد للغاية ومؤشر إيجابي ويعطي نوع من الهدنة للطرفين للوصول إلى اتفاقيات أكثر استدامة.
وأضاف "إبراهيم" في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم" أن النزول بالرسوم الجمركية لـ 10٪ على المنتجات الأمريكية و30٪ على المنتجات الصينية وتعليقها لمدة 90 يوما سوف يؤدي إلى فرصة للوصول إلى اتفاق بين الطرفين.
نظام الاقتصاد العالمي
وأكد الخبير الاقتصادي أن هذا الاتفاق سوف ينعكس بالإجاب على الاقتصاد العالمي، وخاصة وأنه طالما توجد رسوم جمركية سوف يؤثر على نظام الاقتصاد العالمي والتجاري الغموض.
وأوضح "إبراهيم" أن أمريكا والصين قوتان لا يستهان بهما وكلاهما ند بالند لآخر وكلا منها يملك أوراق كبيرة للمفاوضات بعكس اي دول أخرى، لافتا إلى أن هناك تعاون كبير بين البلدين وهناك حجم استثمارات بين البلدين تجعل كل طرف احرص من الآخر للوصول إلى اتفاق.