عاجل

رائحة الدماء والبراميل المتفجرة.. السوريون يبدأون محاولة إعادة الإعمار

سوريا
سوريا

بعد سنوات من الصراع والنزوح، يواجه السوريون العائدون إلى مدينة سراقب، واقعًا قاتمًا - مدينة لا يمكن التعرف عليها تقريبًا، تتسم بالدمار والندرة وعدم اليقين. 

وفقا لتقرير فاينانشال تايمز، كانت المدينة ذات يوم مركزًا مزدهرًا، لكنها الآن تقع في حالة خراب، وهي تذكير صارخ بالحرب الأهلية التي استمرت 13 عامًا والتي تركتها مجوفة ومجردة من حياتها السابقة.

 

مدينة في حالة خراب

كان خالد عبد الكريم الشيخ، وهو مقيم يبلغ من العمر 68 عامًا، يحلم بالعودة إلى منزل عائلته منذ أن طردت قوات نظام الأسد، عشرات الآلاف من الناس من سراقب قبل خمس سنوات، ومع سقوط حكومة الأسد، احتفل الشيخ وآخرون بعودتهم التي طال انتظارها، ومع ذلك، كانت الفرحة قصيرة الأجل.

قال الشيخ وهو يقف أمام منزله المثقوب بالرصاص:" عندما أتيت لأول مرة، بكيت لأنني تذكرت منزلي كما كان من قبل .. انظر إليه الآن .. رائحة الدم والبارود والبراميل المتفجرة". ومثل العديد من الآخرين، يعيش الشيخ الآن في خيمة مؤقتة مع عائلته، ويواجه برد الشتاء بدون كهرباء أو مياه جارية.

 

تحديات إعادة البناء

سراقب، هي رمز للدمار الذي عانت منه المدن في جميع أنحاء سوريا، ووفقًا للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في سوريا، نهبت قوات النظام السابق المباني وجردتها من المواد القيمة، تاركة المجتمعات مع القليل لإعادة البناء منه. ترك النهب المنهجي من قبل قوات الأسد والفرقة الرابعة سيئة السمعة، بقيادة شقيقه ماهر، المنازل والبنية التحتية في حالة يرثى لها.

وعلى الرغم من سقوط نظام الأسد، تظل إعادة البناء معركة شاقة، فقد فر أكثر من 6 ملايين سوري من البلاد أثناء الحرب، بينما نزح 7 ملايين آخرون داخليًا. 

وأفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن حوالي 270 ألف لاجئ عادوا، مع عودة 600 ألف نازح داخلي إلى منازلهم. 

لكن الواقع قاتم ــ إذ تشير التقديرات إلى أن 4.5 مليون منزل تحتاج إلى إصلاحات كبرى، وكثير منها لا يمكن إنقاذه.

من جانبها، قالت سيلين شميت، المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين:" يواجه العائدون الذين نلتقي بهم هنا تحديات هائلة لإعادة بناء حياتهم .. ويريد كثيرون العودة إلى ديارهم، لكن الأمر صعب للغاية بالنسبة لهم .. لا تزال سوريا في أزمة إنسانية".

 

مساعدات محدودة وصراعات اقتصادية

لقد أعاقت العقوبات الدولية، ونقص الموارد، والمخاوف الأمنية المستمرة، جهود إعادة الإعمار. ووعدت حركة التمرد الإسلامية هيئة تحرير الشام، التي تقود الحكومة المؤقتة الآن، بتقديم الدعم، ومع ذلك، تعاني الإدارة من نقص التمويل والقوى العاملة.

 

مستقبل غير مؤكد وسط القيود السياسية

ولا تزال العقوبات الغربية على سوريا تشكل عقبة كبيرة، وكانت الولايات المتحدة، قدأصدرت إعفاءات لمدة ستة أشهر على قطاعات مثل الطاقة والمياه والكهرباء، في حين أشار الاتحاد الأوروبي إلى استعداده لتخفيف العقوبات تدريجياً. ومع ذلك، لا يزال التعافي الاقتصادي الكامل بعيدًا.

ومع تقدم السوريين، إلا إنهم يواجهون طريقاً شاقاً، مليئاً بعدم اليقين ولكن مدفوعاً بالأمل في استعادة البلاد التي عرفوها ذات يوم.

تم نسخ الرابط