الإفتاء توضح حكم الزغاريد قبل الحج: فرح مشروع بضوابط شرعية Iفيديو

أكدت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الزغاريد التي تطلقها بعض النساء فرحًا بأداء فريضة الحج لا تُعد حرامًا في حد ذاتها، لكنها تخضع لاعتبارات تتعلق بآداب المكان والزمان.
وخلال استضافتها في برنامج "حواء" الذي تقدمه الإعلامية سالي سالم على قناة "الناس"، أوضحت السعيد أن مظاهر الفرح تختلف من شخص لآخر، والزغاريد ما هي إلا صورة من صور التعبير عن السعادة التي يشعر بها الإنسان حين يُكتب له أداء ركن من أركان الإسلام.
الزغاريد داخل المنزل
أشارت السعيد إلى أنه من المهم التمييز بين مكان إطلاق الزغاريد، موضحة أنه لا مانع من التعبير عن الفرح داخل المنزل، وسط الأهل والمحارم، فهذه أجواء خاصة تعكس الفرحة بأداء فريضة عظيمة.
لكنها في الوقت ذاته شددت على ضرورة الالتزام بأدب الشارع عند مغادرة المنزل، قائلة: "من السنة أن نغادر البيت بالأذكار والدعاء، وليس بالضجيج أو ما قد يسبب إزعاجًا للآخرين. قد يكون هناك مريض بحاجة للراحة، أو شخص لم يستطع الذهاب للحج فينقبض قلبه بسبب الزغاريد".
صوت الزغاريد يسبب أذى
لفتت أمينة الفتوى إلى أن الصوت المرتفع الذي يصاحب الزغاريد قد يُحدث نوعًا من الأذى النفسي أو الحرج لمن يسمعه، مشيرة إلى أن الفرح لا ينبغي أن يكون على حساب مشاعر الآخرين.
وأضافت: "التعبير عن السعادة مطلوب، لكن لا بد أن يكون بوعي ورفق. هناك من ينتظر هذه الفرصة منذ سنوات ولم تتح له، وقد تكون الزغاريد سببًا في إيلام خاطره دون قصد".
الزغاريد لا تليق بهيبة المكان
أما عن إطلاق الزغاريد عند الوصول إلى الحرم المكي، فقد أكدت السعيد أن هذا الفعل ليس حرامًا من الناحية الفقهية، لكنه يُعد خلاف الأولى، وغير مناسب لأجواء العبادة والخشوع.
وقالت: "بيت الله الحرام مكان مهيب، فيه تُرفع الأكف بالدعاء وتُذرف الدموع بالتضرع، فليس من الأدب أن نستقبله بالزغاريد، بل بالأذكار، بالتكبير، بالحمد لله الذي بلغنا إياه سالمين".
الحرم له قدسيته الخاصة
اختتمت السعيد حديثها بتأكيد أن "لكل مقام مقال"، وأن التعبير عن المشاعر ينبغي أن يكون متسقًا مع طبيعة الحدث والمكان.
وأردفت: "الزغاريد ليست محرّمة، ولكن استخدامها في مواضع غير مناسبة مثل الحرم يُعد مكروهًا، لأن المكان يفرض آدابه، والعبادة تحتاج إلى قلب خاشع ولسان ذاكر".

مظاهر الفرح الديني
دعت دار الإفتاء عبر هذه التصريحات إلى التوازن في إظهار مشاعر الفرح، والوعي بأهمية احترام خصوصية الأماكن المقدسة، وعدم خلط العادات الاجتماعية بالآداب الدينية.
وذكرت: "الفرح بالحج مشروع ومحبوب، ولكن التعبير عنه يجب أن يتم في إطار من السكينة والتقدير لما يعنيه هذا المقام العظيم من رهبة ووقار."