بذكاء Veo 2 من Google« ..Honor» تطلق أول ميزة لتحويل الصور لفيديو

نجحت شركة Honor الصينية في تخطي عمالقة التكنولوجيا بإطلاق ميزة رائدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحويل الصور الثابتة إلى مقاطع فيديو قصيرة، وذلك قبل حتى أن تصل هذه التقنية إلى مستخدمي Google Gemini.
الميزة الجديدة أصبحت حصرية على هاتفي Honor 400 وHonor 400 Pro، المقرر طرحهما رسميًا في الأسواق بتاريخ 22 مايو 2025، لتكون Honor أول شركة تدمج هذا النوع من تقنيات الفيديو التوليدي مباشرة داخل هواتفها الذكية.
الذكاء الاصطناعي Veo 2 من جوجل... في خدمة Honor
تعتمد الأداة الجديدة على نموذج Veo 2 المتطور من شركة Google، وهو أحد أقوى النماذج الحديثة في تحويل الصور إلى فيديوهات.
وفقًا لما نشره موقع TechRadar، فإن نموذج Veo 2 يتمتع بقدرة فائقة على فهم المشاهد وتحويلها إلى مقاطع فيديو بجودة تصل إلى 1080 بكسل مع مؤثرات حركية واقعية، ويُعد منافسًا مباشرًا لنماذج أخرى مثل Sora من OpenAI.
إلا أن المفاجأة أن جوجل نفسها لم تدمج هذا النموذج حتى الآن في هواتف Pixel أو عبر Gemini، مما يجعل هذه الشراكة التقنية مع Honor نقطة تحوّل في سباق الذكاء الاصطناعي بين عمالقة التكنولوجيا.
من صورة واحدة إلى فيديو بخمس ثوانٍ
توفر أداة Honor الجديدة إمكانية تحويل أي صورة ثابتة إلى فيديو مدته خمس ثوانٍ، ويمكن للمستخدم اختيار ما إذا كان الفيديو في وضع عمودي أو أفقي، وهو ما يتيح مشاركة المحتوى بسهولة على منصات مثل TikTok وReels وYouTube Shorts.
عملية التوليد لا تتطلب إدخال أي أوامر نصية، مما يجعل التجربة شديدة السهولة، لكنها أيضًا محدودة من حيث التحكم في المحتوى النهائي.
وقد أوضحت شركة Honor أن الميزة مدمجة ضمن تطبيق "الاستوديو" الافتراضي في الهاتف، ويمكن للمستخدمين إنشاؤها خلال دقيقة إلى دقيقتين فقط.
من الواقعية المدهشة إلى الغرابة المطلقة
عند تجربة الأداة، تبين أن نتائجها ليست ثابتة، بل تعتمد بشكل كبير على نوع الصورة المُقدمة.
فعلى سبيل المثال، عند استخدام صورة لقطة منزلية واضحة، ظهرت نتائج مقبولة جدًا، مع تفاصيل حركية مثل حركة الذيل والعيون.
بينما عند استخدام صورة لفنان مثل "فان جوخ"، ظهرت مشاهد سريالية، مثل طيور تطير من عينيه، وهو ما رصدته مراجعات من موقع The Verge، حيث علّق أحد المحررين بأن "النتائج تتراوح بين العبقرية والسريالية، ولا يمكن التنبؤ بها دائمًا".
الذكاء الاصطناعي يفسر الصور بطريقته الخاصة
الميزة لا تسمح حاليًا بإضافة prompts أو تعليمات نصية، ما يعني أن الذكاء الاصطناعي هو من يحدد كيف ستُحوَّل الصورة إلى مشهد متحرك، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة.
وبحسب موقع Android Authority، فإن هذه الخاصية " تظهر قوة الذكاء الاصطناعي في الفهم البصري، لكنها تكشف أيضًا عن حدود هذا الفهم حين يُترك دون توجيه بشري.
لماذا تُعد هذه الخطوة ضربة استباقية ضد جوجل؟
في الوقت الذي تروّج فيه Google لنموذج Veo في المؤتمرات والبيانات الصحفية، لم تقم بعد بطرحه لمستخدمي Google Photos أو Gemini.
بينما جاءت Honor واستثمرت مباشرة في دمج هذا النموذج داخل أجهزتها، وهو ما يعكس نضجًا استراتيجيًا في استباق الفرص، وربما يدفع شركات أخرى مثل سامسونج وشاومي للقيام بخطوات مماثلة في الشهور القادمة.
الاستخدامات المتوقعة للميزة الجديدة
الميزة ليست مجرد أداة للترفيه، بل يمكن استخدامها في عدة مجالات، منها:
- صناعة المحتوى السريع لمنصات التواصل الاجتماعي.
- إنشاء قصص مرئية للأطفال أو المنتجات التجارية.
- تعزيز تجربة المستخدم في إنشاء الذكريات المصورة بشكل مختلف.
وفي هذا السياق، قال المحلل التقني "ريان مور" لموقع TechCrunch، ميزة Honor الجديدة تُمهّد لثورة حقيقية في طريقة تفاعلنا مع الذكريات، حيث لم يعد الفيديو بحاجة إلى كاميرا، بل يكفي صورة واحدة فقط.
ما التحديات التي قد تواجه التقنية؟
رغم إثارتها للاهتمام، تواجه هذه الميزة عدة تحديات تقنية وأخلاقية:
- محدودية التحكم في النتيجة النهائية.
- مخاوف تتعلق بالدقة والخصوصية، خاصة إذا تم استخدام صور لأشخاص دون إذن.
- النتائج الخيالية أحيانًا قد لا تلائم جميع الاستخدامات، خصوصًا في السياقات الرسمية أو التعليمية.
الهواتف التي تدعم الميزة وسعر الإطلاق المتوقع
الميزة ستكون حصرية لهواتف Honor 400 و400 Pro فقط في المرحلة الأولى، ويُتوقع أن يبدأ سعر الهاتف من حوالي 550 دولارًا أمريكيًا، بحسب تسريبات موقع GSMArena.
ومن المحتمل أن يتم طرح الميزة لاحقًا لهواتف أخرى من نفس الشركة، أو ضمن تحديثات برمجية قادمة، خاصة إذا لاقت رواجًا بين المستخدمين.
هل تقود Honor ثورة المحتوى التوليدي على الهواتف الذكية؟
في عالم تتسابق فيه الشركات لتقديم أدوات الذكاء الاصطناعي للمستخدمين، يبدو أن Honor نجحت في تحقيق سبق تقني حقيقي، قد يغيّر نظرتنا للتصوير والمونتاج على الهواتف الذكية.
وإذا ما طورت الشركة مستقبلًا أداة تتيح إدخال تعليمات نصية أو دمج صوت ومؤثرات إضافية، فقد نكون أمام بداية عصر جديد من المحتوى الذكي الذي يُنتج بالكامل من الهاتف دون الحاجة لأي أدوات خارجية.