عاجل

وزير الخارجية الأردني: هدفنا انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية

احداث سوريا
احداث سوريا

قال وزير الخارجية الأردني هدفنا انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية ووقف تدخلاتها في الشأن السوري.


وشهدت الأيام الماضية تناميًا محلوظًا في وتيرة وطبيعة التصعيد الإسرائيلي في سوريا، وهو التصعيد الذي اكتسب أبعادًا مختلفة، جمعت بين تصريحات وزير المالية في حكومة اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش والتي أشار فيها إلى أن إسرائيل “مصممة على تفكيك سوريا”، مرورًا بالاستهداف الإسرائيلي لمناطق قرب قصر الشعب في دمشق، ووصولًا إلى الإعلان عن تنفيذ عمليات لحماية الطائفة الدرزية في سوريا، وهي المواقف التي طرحت تساؤلات بخصوص طبيعة الأهداف الإسرائيلية من جراء هذا التصعيد، فضلًا عن حدود ارتباطها بمسألة التنافس التركي الإسرائيلي على سوريا الجديدة.

ووفقًا لدراسة أعدها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، برزت خلال الأيام الماضية العديد من المؤشرات المهمة، التي عبرت إجمالًا عن نمط من التصعيد الكبير وغير المسبوق ربما من قبل إسرائيل تجاه الجبهة السورية، منذ الإطاحة بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ويُلاحظ في هذا السياق أن إسرائيل تمرر العديد من السرديات التي تحاول من خلالها إضفاء مسببات ومسوغات لاستهدافها الأراضي السورية، على غرار الحيلولة دون انتقال “الأسلحة” إلى أيدي “المتشددين”، و”حماية حدودها”، و”حماية الطائفة الدرزية ورعايتها”، فضلًا عن التخوفات من النفوذ التركي، وفي هذا السياق يُمكن رصد أبرز مؤشرات التصعيد الإسرائيلي الأخير في ضوء التالي:

1- السعي لتفكيك الدولة السورية: صرح وزير المالية الإسرائيلي ورئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش في كلمة له منذ أيام بأن “إسرائيل لن تنهي الحرب إلا بعد تحقيق بعض الأهداف الاستراتيجية، وخصوصًا التخلص من حماس، وتهجير مئات مئات الآلاف من الفلسطينيين، وإنهاء التهديد النووي الإيراني، وإعادة المختطفين لدى حماس، وتفكيك سوريا”، مضيفًا أن “إسرائيل يجب أن تخرج من هذه المرحلة أقوى وأكثر ازدهارًا” وفق تعبيره. 

وهنا يجب الإشارة إلى أن طرح “تقسيم سوريا” هو فكرة قديمة متجددة في الفكر الإسرائيلي ويُلاحظ في هذا السياق أن كافة أطروحات التقسيم الإسرائيلية تجاه سوريا جمعت مسألة الحدود الجغرافية بمسألة الأقليات الإثنية والعرقية خصوصًا الأقليات الكردية والدرزية، وهو أمر يرتبط ربما بخصوصية الحالة الإسرائيلية التي تعد أحد الأمثلة على تداخل الحدود السياسية الجغرافية والحدود الثقافية، حتى أن العديد من الدراسات التي تناولت نشأت الاحتلال الإسرائيلي تذهب إلى أن إسرائيل قامت بتحديد حدودها الإثنية قبل حدودها السياسية الجغرافية، من منطلقات ومزاعم توراتية تمحورت حول أرض إسرائيل وإسرائيل الكبرى، ولمتطلبات براجماتية فرضتها موازين القوى الدولية ومتغيرات الصراع في فلسطين وعليها. ومن هنا بدأت إسرائيل منذ عقود في تبني نهج ومفهوم “الحدود الإثنية”. 

وتأكيدًا على حضور فكرة “التقسيم” لسوريا في العقل الإسرائيلي، يبدو أن إسرائيل وجدت منذ العام 2011 أن تقسيم سوريا هو الذي يحقق مصالحها وطموحاتها، لا بقاء سوريا موحدة، وتأكيدًا على هذا المعنى كان معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (المقرب من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية) قد نشر دراسة في عام 2015 لجدعون ساعر (وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي) وغابي سيبو، أشارا فيها إلى أن “تداعيات الحرب الأهلية في سوريا، أدت إلى كون سوريا المعروفة منذ عقود ذهبت بلا رجعة، وأن سوريا لا يمكن توحيدها من جديد، وأن فكرة تقسيم سوريا تصب في مصلحة الجميع بما في ذلك كافة اللاعبين الإقليميين في الملف السوري، كما أن ذلك ضمانة لتحجيم نفوذ تنظيم داعش”. 

2- تصعيد عسكري إسرائيلي كبير: بدأ الجيش الإسرائيلي منذ ليلة 2 مايو 2025، في تبني أنماط مختلفة من التصعيد العسكري في سوريا؛ حيث أعلن أنه شن غارات جوية على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق، وبدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اليوم ذاته إن إسرائيل هاجمت هدفًا قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، مجددًا تعهده بحماية أبناء الأقلية الدرزية، وفي سياق التصعيد العسكري الإسرائيلي أفاد “تلفزيون سوريا” في الجمعة 2 مايو 2025، بأن طائرة مُسيّرة إسرائيلية قتلت 4 أشخاص في محافظة السويداء، بعد أن حاولوا إسقاطها، وشهدت الليلة نفسها العديد من الغارات الإسرائيلية على عدد من المناطق السورية، أحصتها بعض التقارير بأنها 18 غارة، كان ثمانٍ منها في العاصمة السورية دمشق. ليُعلن الجيش الإسرائيلي بعدها في 3 مايو 2025، أنه “منتشر في الجنوب السوري”، وعلى استعداد لمنع ما وصفها بـ “القوات المعادية” من الدخول أو الانتشار في مناطق الجنوب. 

تم نسخ الرابط