ترامب يطير للخليج وسط زخم دبلوماسي واتهامات باستغلال الزيارة لمصالح عائلية

عندما يصل الرئيس دونالد ترامب في جولته لدول الخليج العربي يوم الثلاثاء، في أول زيارة خارجية له منذ عودته إلى البيت الأبيض، سيحط رحاله في منطقة زاخرة بالفرص، على الصعيد الدبلوماسي، من المتوقع أن يركز على الاتفاقيات التجارية والعلاقات الاقتصادية.
ولكن بالنسبة لترامب وعائلته، هناك أيضًا فرص متاحة في شكل مشاريع تجارية وصفقات عقارية.
تضارب المصالح
ووفقاً لتقرير نشرته شبكة "ABC NEWS"، يري بعض الخبراء إن الطريقة التي تعاملت بها أعمال عائلته مع هذه الفرص تثير مخاوف مألوفة بشأن تضارب المصالح المحتمل، حيث يلتقي ترامب بقادة المنطقة، الذين قد يكون لهم تأثير على نجاح مشاريعه هناك.
خلال فترة ولاية ترامب الأولى، قالت عائلته إنها لن تسعى إلى أي مشاريع تجارية خارجية جديدة. ولكن الآن، في فترة ولاية ترامب الثانية، تمتلك منظمة ترامب العديد من المشاريع النشطة في منطقة الخليج، بما في ذلك بعض المشاريع التي أُطلقت في الأشهر التي تلت عودة ترامب إلى منصبه، مما يشير إلى أن الوقف الاختياري الذي فرضه على نفسه قد تبدد.
زيارة ترامب إلى الإمارات
على سبيل المثال، تأتي زيارة ترامب إلى الإمارات العربية المتحدة بعد أكثر من أسبوع بقليل من إعلان منظمة ترامب عن تطوير مبنى سكني ونادي من 80 طابقًا يُسمى فندق وبرج ترامب الدولي في دبي.
في حفل إطلاق المشروع الأسبوع الماضي، صرّح مسؤول تنفيذي في شركة دار جلوبال، الشركة التطويرية الشريكة مع منظمة ترامب، في مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن المشروع "في موقع مثالي لاغتنام نمو دبي، مما يتيح للمستثمرين فرصة نادرة ليكونوا جزءًا من نجاح عالمي، مدعومًا باسم ترامب وخبرة دار جلوبال".
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركة وورلد ليبرتي فاينانشال، وهي شركة متخصصة في العملات المشفرة تابعة لعائلة ترامب، أن شركة استثمارية مقرها أبوظبي ستستثمر ملياري دولار في الشركة.
ومن المتوقع استخدام ما يُسمى بـ "العملة المستقرة" من وورلد ليبرتي فاينانشال - وهي أصل رقمي مصمم للحفاظ على قيمة مستقرة - لإتمام صفقة استثمار شركة MGX الإماراتية في منصة تداول العملات المشفرة بينانس، وفقًا لما ذكرته ABC News.
ترامب إلى قطر
وسيصل ترامب إلى قطر بعد أسبوعين فقط من توقيع ابنه إريك ترامب اتفاقية لتطوير نادٍ للغولف بقيمة 5.5 مليار دولار شمال الدوحة، يُطلق عليه اسم "نادي ترامب الدولي للجولف، سميسمة"، والذي سيضم، وفقًا للخطط، "ملعب جولف من 18 حفرة، وناديًا خاصًا، وفللًا تحمل علامة ترامب التجارية".
وفي السعودية
وفي المملكة العربية السعودية، يجري حاليًا تنفيذ ثلاثة مشاريع تابعة لمؤسسة ترامب، بما في ذلك مشروعان سكنيان وملعب غولف. ويُقال إن شركة التطوير العقاري، التي تعاونت معها المؤسسة في العديد من هذه المشاريع الإقليمية، "دار جلوبال"، تربطها علاقات وثيقة بالحكومة السعودية.
كما استضاف ترامب مؤخرًا بطولة جولف رفيعة المستوى ضمن جولة LIV للجولف المدعومة من السعودية في منتجع ترامب ناشيونال دورال التابع له بالقرب من ميامي.
تعيين مستشار أخلاقي خارجي
قبل أداء ترامب اليمين الدستورية لولايته الثانية، أعلن إريك ترامب أن مؤسسة ترامب قد عيّنت مستشارًا أخلاقيًا خارجيًا لمساعدة الشركة على سنّ "سلسلة من الإجراءات الأخلاقية الشاملة" التي من شأنها "معالجة تضارب المصالح المحتمل بشكل استباقي".
على الرغم من أن القانون الفيدرالي ودستور الولايات المتحدة لا يحظران على الرؤساء الاستمرار في امتلاك وتشغيل وإدارة أعمالهم واستثماراتهم أثناء توليهم مناصبهم، إلا أن منظمة ترامب اتخذت هذه الخطوات الإضافية في إطار التزامها المستمر بضمان الشفافية، والتمسك بأعلى المعايير القانونية، وتجنب حتى مجرد ظهور أي مخاوف أخلاقية، وفقًا للإعلان.
انتقد العديد من خبراء الأخلاقيات هذا الترتيب بشدة ووصفوه بأنه غير كافٍ.
وصرحت دانييل برايان، المديرة التنفيذية لمشروع الرقابة الحكومية، وهي منظمة رقابة حكومية غير حزبية، لشبكة ABC News بأن المساعي التجارية لمنظمة ترامب، بما في ذلك تلك التي تُنفذ في الخارج، قانونية تمامًا، لكن ترامب "يرفع مستوى ضعف قوانين الأخلاقيات الحالية.. إلى مستوى جديد تمامًا في ظل هذه الإدارة".
وقالت برايان: "لم نشهد قط هذا النوع من المخاطرة بالأموال، وهذا النوع من الاستغلال السافر للسلطة السياسية لتحقيق مكاسب مالية شخصية، كما رأينا في ظل هذه الإدارة".
قبل زيارة ترامب للخليج، كتبت منظمة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاقيات" في واشنطن، وهي منظمة معنية بمراقبة الأخلاقيات، أن "ترامب يعلم أن القرارات التي يتخذها كرئيس قد تؤثر على أرباحه، وأن المسؤولين الأجانب في تلك الدول قد يعاملون رئيس الولايات المتحدة معاملة خاصة، أو يعاقبونه على قرارات لا تعجبهم".
لم يُفصح ترامب بعد عن إفصاحاته المالية كرئيس، لذا من غير الواضح ما هي الترتيبات التي اتخذها لضمان جدار حماية بين أعماله الشخصية ورئاسته. لكن ترامب والبيت الأبيض نفيا مرارًا وتكرارًا وبقوة أن مصالحه التجارية الخاصة تُشكل تضاربًا في المصالح.
وعندما سُئلت يوم الجمعة عما إذا كان ترامب سيعقد أي اجتماعات عمل شخصية خلال زيارته للشرق الأوسط، قالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إنه "من السخافة حقًا أن يُشير أي شخص في هذه القاعة إلى أن الرئيس ترامب يفعل أي شيء لمصلحته الشخصية".