رئيس كردستان: حل «حزب العمال الكردستاني» خطوة نحو استقرار المنطقة

رحب رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، اليوم الاثنين بقرار حزب العمال الكردستاني (PKK) حلَّ نفسه وإنهاء كفاحه المسلح ضد تركيا، قائلاً إنه سيعزز الاستقرار الإقليمي.
وقال بارزاني ، في بيان الاثنين، إن قرار حزب العمال الكردستاني "يُظهر نضجًا سياسيًا ويمهد الطريق لحوار يعزز التعايش والاستقرار في تركيا والمنطقة" ، وأن القرار "يُرسي أسس سلام دائم يُنهي عقودًا من العنف والألم والمعاناة".
فرصة تاريخية
وأكد بارزاني أن إقليم كردستان ، المُتمتع بالحكم الذاتي مُستعد لدعم الجهود المبذولة لضمان نجاح "هذه الفرصة التاريخية".
تُعدّ عائلة بارزاني ، التي تقود الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في الإقليم، صاحبة نفوذٍ حاسم في الشؤون الكردية، وتتمتع بعلاقاتٍ وثيقة مع تركيا.
وقد أعلنت الجماعة المسلحة الكردية اليوم الاثنين حل نفسها، مؤكدةً أنها تُنهي كفاحها المسلح ضد تركيا وتُنهي تمردها الدامي الذي استمر أربعة عقود.
جاء هذا الإعلان التاريخي بعد نداءٍ من مؤسس الجماعة عبد الله أوجلان، الذي حثّ مقاتليه في 27 فبرايرعلى نزع سلاحهم وتفكيك ميليشياتهم في رسالة من سجن جزيرة إمرالي بإسطنبول، حيث يُحتجز منذ عام 1999.
منظمة إرهابية
يُدير حزب العمال الكردستاني، المُدرج على القائمة السوداء كمنظمة إرهابية من قِبل تركيا وحلفائها الغربيين، قواعد خلفية في إقليم كردستان العراق، حيث تُدير تركيا أيضًا قواعد عسكرية، وتُنفّذ عمليات جوية وبرية متكررة ضد المسلحين الأكراد.
وتم اتخاذ هذا القرار خلال مؤتمر الحزب الثاني عشر الذي عقد في 5-7 مايو. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي نقلته قناة "روداو" التلفزيونية: "قرر المؤتمر حل الهيكل التنظيمي لحزب العمال الكردستاني، وإنهاء الكفاح المسلح، وبالتالي وضع حد لنشاط التنظيم المسمى حزب العمال الكردستاني".
ونقلت الوكالة التابعة للحزب بيانا جاء فيه أن "العلاقات التركية الكردية بحاجة إلى إعادة صياغة". ودعا بيان حزب العمال الكردستاني السلطات التركية لتقديم ضمانات قانونية وسياسية لزعيمه المسجون عبد الله أوجلان، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء.
وأضاف البيان: "الجماعة ترى أن الأحزاب السياسية الكردية ستضطلع بمسؤولياتها لتطوير الديمقراطية الكردية وضمان تشكيل أمة كردية ديمقراطية".
وقال بيان حزب العمال الكردستاني: "الجماعة أنجزت مهمتها التاريخية".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرّح قبل أيام بأن كل المعيقات والعقبات تم تجاوزها، وقال: "اليوم أو غدًا، سيتخلّى حزب العمال الكردستاني عن السلاح".
وفي الجمعة الماضية، ألمح الحزب إلى قرب اتخاذه قرارًا تاريخيًا بحل نفسه ونزع سلاحه، في إطار ما وصفها بـ"مبادرة جديدة للسلام" مع الحكومة التركية.
خطوة نحو السلام بعد أربعة عقود من التمرد
ويُعتبر هذا الإعلان تحولًا جذريًا في ملف الصراع الكردي-التركي، إذ يأتي بعد صراع مسلّح استمر لأكثر من 40 عامًا، أسفر عن عشرات آلاف الضحايا من الجانبين، وتسبب بتوترات داخل تركيا وعلى حدودها الجنوبية.