تحذير إيراني من انهيار الدور الأوروبي في الاتفاق النووي
إيران تحذر من «مخاطر لا رجعة فيها» إذا فُعلت آلية «سناب باك»

في تطور لافت على صعيد ملف الاتفاق النووي، وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي تحذيرًا شديد اللهجة للدول الأوروبية من مغبة اللجوء إلى آلية "سناب باك"، محذرًا من أن "أي استغلال لتلك الآلية سيقود إلى نتائج خطيرة، قد تصل إلى إنهاء دور أوروبا بالكامل في الاتفاق، ودفع الأوضاع نحو مسار تصعيدي لا رجعة فيه".
وكتب عرقجي، في منشور عبر منصة "إكس"، أن بلاده أوضحت بشكل رسمي لجميع الأطراف الموقعة على خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) أن "التمادي في استخدام هذه الآلية سيضع العلاقات الإيرانية الأوروبية على المحك، وقد يجهز على ما تبقى من مساحة للتفاهم".
مبادرة إيرانية وتحركات أولية
وكشف الوزير الإيراني عن مبادرة دبلوماسية قادها في الآونة الأخيرة بالتنسيق مع روسيا والصين، تمثلت في عرض رسمي للقيام بجولة تشمل باريس وبرلين ولندن، بهدف "إطلاق صفحة جديدة في العلاقات"، على حد تعبيره. وقد أسفرت تلك الاتصالات، بحسب عرقجي، عن بدء محادثات تمهيدية على مستوى نواب وزراء الخارجية، وصفها بأنها "هشة لكنها مشجعة".
"الوقت يداهم الجميع"
وفي سياق متصل، دعا عرقجي الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) إلى مراجعة مواقفها، متسائلًا: "كيف وصلنا إلى هذه العقدة؟"، مشيرًا إلى أن مستقبل العلاقات بين طهران والعواصم الأوروبية "يتوقف على كيفية التعاطي مع هذا المنعطف الحاسم".
وختم عرقجي تصريحه بتأكيد استعداد بلاده للانخراط في مسار جديد من التعاون، قائلاً: "إيران جاهزة لقلب الصفحة.. نأمل أن يمتلك شركاؤنا الأوروبيون الإرادة ذاتها".
آلية "سناب باك": سلاح ذو حدين
تُعد آلية "سناب باك" من أكثر بنود الاتفاق النووي إثارة للجدل، إذ تتيح لأي طرف موقع على الاتفاق استعادة العقوبات الدولية المفروضة على إيران بشكل تلقائي، في حال اعتبر أن طهران لم تلتزم بتعهداتها. وتخشى طهران من أن يكون تفعيل هذه الآلية مدخلاً لإجهاض الاتفاق بشكل نهائي، خاصة في ظل تصاعد الخلافات حول تخصيب اليورانيوم ومستويات الرقابة الدولية على الأنشطة النووية.
روسيا والصين في الصورة
تأتي المبادرة الإيرانية الأخيرة في ظل تنسيق متزايد مع كل من موسكو وبكين، اللتين تعارضان بشدة أي تحرك أُحادي من الجانب الأوروبي نحو إعادة فرض العقوبات. ويرى مراقبون أن دخول روسيا والصين على خط الأزمة يعزز الموقف الإيراني دبلوماسيًا، ويدفع أوروبا نحو البحث عن حلول أقل تصعيدًا لتفادي تفكك الاتفاق.