"المرأة الوحيدة بالبعثة".. تكشف أسرار في أعماق البحار من فيجي

بين سحر الطفولة وشغف العلم، تسير الباحثة شارلين إيراسيتو على خطى غير مسبوقة لكشف أسرار أعماق البحار في فيجي، باعتبارها الأنثى الوحيدة من جزر المحيط الهادئ المشاركة في بعثة علمية فريدة بقيادة ناشيونال جيوغرافيك، تخوض إيراسيتو رحلة استكشافية عن الحياة البحرية غير المستكشفة، وتعيد رسم العلاقة بين الإنسان والمحيط في واحدة من أغنى البيئات الطبيعية في العالم.
طفولة على ضفاف المحيط وميلاد الحلم
في جزيرة روتوما، إحدى جزر فيجي، نشأت شارلين إيراسيتو وسط أجواء مليئة بالاحتفالات والقصص التي ترويها أمواج البحر، عيد الميلاد كان مناسبة ساحرة، وأعياد "فارا" الشعبية ظلت عالقة في ذاكرتها، لم تكن تدري حينها أن حبها للمحيط سيقودها لاحقًا إلى واحدة من أهم البعثات العلمية في العالم.
مشاركة فريدة في رحلة علمية لاكتشاف أعماق البحار في فيجي
إيراسيتو، التي تُتابع دراستها لنيل درجة الدكتوراه في علوم المحيطات بفرنسا، اختيرت ضمن فريق "البحار البكر" التابع لناشيونال جيوغرافيك لتوثيق أعماق البحار في فيجي، باستخدام تقنيات متقدمة مثل المركبات تحت الماء وكاميرات التصوير العميق، ساهمت في جمع بيانات دقيقة عن النظم البيئية البحرية في المنطقة.

العودة إلى الجذور: من روتوما إلى الأعماق
بالنسبة لإيراسيتو، لم تكن الرحلة مجرد مهمة علمية، بل عودة إلى موطن الذكريات، تقول: "كانت فرصة لاكتشاف أعماق جزيرتي روتوما من زاوية جديدة، شعرت أن لي واجبًا تجاه المكان الذي شكّل هويتي الأولى"، هذه العودة لم تكن عاطفية فحسب، بل أيضًا مدفوعة برغبة في حماية المحيط من المخاطر البيئية المحتملة.
تقنيات متطورة لحماية النظم البيئية الهشة
اعتمدت البعثة على أدوات دقيقة لتصوير الكائنات البحرية دون الإضرار ببيئاتها الطبيعية، وتشير إيراسيتو إلى أن مشاهدة الحياة في أعماق البحار كانت "تجربة مذهلة"، وأن التوثيق الدقيق يهدف إلى تعزيز وعي المجتمعات المحلية بأهمية حماية الموارد البحرية.
دور ريادي وتمكين نساء المحيط الهادئ
شارلين إيراسيتو أصبحت رمزًا لإلهام الفتيات في جزر المحيط الهادئ، ودليلًا حيًا على أن للمرأة دورًا محوريًا في علوم المحيطات، تقول: "المحيط ليس مجرد فناء خلفي لنا، بل هو شريان حياتنا، حمايته تبدأ بالمعرفة، والمعرفة تبدأ برحلات استكشافية مثل هذه".
نحو مستقبل مستدام للمحيط
مع انتهاء المرحلة الأولى من استكشاف أعماق البحار في فيجي، تتجه البعثة إلى جزر توفالو وتونغا، حاملة معها بيانات ثمينة ستُعرض على الحكومات المحلية وشركاء الحفاظ على البيئة، وتبقى رسالة إيراسيتو واضحة: "المحيط يسري في دمائنا، مسؤوليتنا تبدأ من هنا".
