رص الكلام صنعة ويمكن من خلاله بناء قصور تبدو كعلامات يهتدي بها لتبدو كتعميرة عجب تنقلك إلى جانب "أليس" في بلاد العجائب لكنها في النهاية مجموعة أوهام يتناقلها جيل بعد جيل ومن بين عبارات تبدو خالدة على ألسنة من قرر امتهان السياسية أو حتى التمحك بها ومن بينها حكم الفرد التنوع السياسي والحكم الرشيد وما شابه من عبارات يحسبها الظمآن ماء.
ومن فترة لأخرى تخرج علينا مواسم استعمال هذه العبارات وإطلاقها ودغدغة المشاعر ونسج الخيال عن جهد مطلوب للوصول إلى الحكم لامؤاخذة الرشيد اللي هو ايه برضه عشان نبقى واضحين ما تعرفش هو أي حاجة غير اللي احنا عايشينه والسلام.
طيب هل له من طريق أو خريطة يستهدى بها ..غالبا لا هو كده الخلاصة إنك تقرف من حياتك الحالية وتستحقر الماضية وتيأس من المستقبلية يعن سنينك سودا على هذه الأرض ولا مخرج لك ولامنفذ وأحيانا يستخدم مطلقو عبارات الحكم الرشيد والتنوع والمشاركة وتلك العبارات تلك العبارات على أنها صك البراءة من كونهم كانوا أعمدة رئيسية في الحكم غير الرشيد اللي منكد عليهم عيشتهم وأنه بعد مرور عشرات السنين من العيش والتمتع بالمناصب في الحكم غير الرشيد يتوبون إلى الشعب طالبين الصفح مما اقترفته أيديهم خلال الحكم غير الرشيد داعين الشعب إلى الخلاص عبر تأسيس الحكم الرشيد.
والعجيب أن مطلقي تلك الشعارات يتعامون عن وجود أسس ما يسمونه حكما غير رسيد بل يكادون متأكدين في قراراة أنفسهم أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان وأن ثلاثة أرباع العالم يرفع السلاح على الربع الآخر يريد إبادته أو استعلاله أو استمالته أو إخضاعه وسط انهيار للشرعية الدولية وبل والإنسانية والأدهش أن من يروجون لرحلة البحث عن الحكم الرشيد هم ذواتهم الذين يقدمون لنا سفاحي الشرعية الدولية على أنهم نموذج للامؤاخذة التنوع والحكم الرشيد.
إن الخطيئة الكبرى هي الخطأ في إسقاط الحكم على الواقعة حيث يصبح الرأي عبثا والنصحية تضليل والمسار فخا لماذا لا يجتهد هؤلاء إلا في النكش على الفوضى والسير في دوائر مفرغة وأنه لكي نسير نحو الشاطئ لابد إننا نجيب الحيطة على المحارة كما يقال بلغة أهل الصنعة.
هل واجب الفرد تجاه وطنه أن يخرج وقت الشدة منظرا منكرا لما أقسم على الولاء له يوما بأنه الطريق الرشيد الذي بنى له مجده لكي يتصدر اليوم علينا مشيرا أننا في غير الطريق الرشيد.. ليس هذا ما لم نكن نريد سماعه من البعض بل كنا نريد أن نسمع منهم اعتذارا عما أسسوه وكانوا جزءا من عدم الرشادة التي يدعونها فليس من المروءة أن تكون جزءا من خطأ تعتقده ثم تتنطر له وتهدمه بعد أن تغادره ليس هذا ما نبحث عنه.
كما أن اقتطاع مسيرة وطن من سياق يجري حولنا جريمة أخرى فنحن نعيش في عالم بات الجميع يضع قانونه منفردا وإن لم تكن ضمن سياقه تكالبوا عليك ليزيحوك ليستمروا في تحقيق أهدافهم ومن ناحية أخرى لقد مل المصريون من جلسات التنظير والبحث عن تعديل المسار والصفحة الجديدة التي يعتقد البعض ويتوهم قدرة على خطها إننا اليوم بحاجة إلى كل ما يوحدنا على هدف واحد وهو الوقوف سدا منيعا عن موجة تدمير هائلة راح ضحيتها شعوب وقبائل كانت مرتبكة يشك بعضها في بعض حتى لم تحصد إلا الفناء وضياع الهيبة هل حدثنا أحد من باحثي الحكم الرشيد عن ذلك يوما لماذا تبثون فينا الإحباط وقت الأزمة وتختفون في لحظات الرخاء ..أجيبونا ؟! وكفوا عن الجلوس في مقعد المنظر سابق عصره وأوانه والذي يلتفت إلى ما لايلتفت إليه الآخرون؟!
إن الحكم الرشيد الذي نؤمن به هو كل طريق يحفظ لهذا البلد هيبته ويصون كرامة أبنائه ويحقق لهم مستقبلا كريما خاليا من الهيمنة أو الخضوع لها وما عدا ذلك فلسفات أظن أن اليوم ليس وقتها ولا محلها أليس فيكم رجل رشيد؟!