عاجل

ميسرة بكور: زيارة مبكرة تكشف أولويات الدبلوماسية الألمانية

الانتهاكات الإسرائيلية
الانتهاكات الإسرائيلية

في خطوة تكشف بوضوح ملامح السياسة الخارجية الألمانية الجديدة، اختار وزير الخارجية الألماني الجديد أن تكون وجهته الأولى بعد توليه المنصب بخمسة أيام فقط إلى كل من تل أبيب والضفة الغربية. 

ووفقًا لتصريحات ميسرة بكور، مدير المركز العربي الأوروبي للدراسات، فإن هذا التحرك يعكس الأهمية الاستراتيجية التي توليها برلين لمنطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا للعلاقة مع إسرائيل والقضية الفلسطينية.

ركائز تحكم الموقف الألماني 

خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح بكور أن السياسة الألمانية تجاه المنطقة تستند إلى ثلاث ركائز أساسية، أولها اعتبار وجود إسرائيل وضمان أمنها جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي الألماني، وهو موقف متجذر في التاريخ والسياسة الألمانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

أما الركيزة الثانية، فهي موقف ألمانيا المتماهي مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في تصنيف حركة حماس كمنظمة إرهابية، مشيرًا إلى أن ألمانيا تسعى بوضوح إلى التمييز بين سكان قطاع غزة وبين حركة حماس، وهو ما يتجلى في دعوتها المستمرة للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى الحركة، إلى جانب الدعوات المتكررة لتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع.

كارثة إنسانية في غزة 

لفت بكور إلى أن وزير الخارجية الألماني الجديد لم يتردد في وصف الأوضاع الإنسانية في غزة بأنها "لم تعد تُطاق"، معتبرًا ما يجري "كارثة إنسانية"، في تناقض واضح مع الرواية الإسرائيلية التي تؤكد أن كميات الغذاء والمساعدات كافية داخل القطاع.

ويؤكد هذا التباين في المواقف أن برلين، رغم دعمها التاريخي لإسرائيل، لا تتردد في توجيه انتقادات ضمنية أو مباشرة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الإنسانية، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بشأن العدوان المستمر على القطاع.

الهولوكوست والعلاقات الدبلوماسية

الزيارة تحمل أيضًا طابعًا رمزيًا بالغ الأهمية، بحسب بكور، إذ تتزامن مع مرور 80 عامًا على المحرقة النازية (الهولوكوست)، ما يدفع الوزير الألماني لزيارة النصب التذكاري لضحايا المحرقة في إسرائيل؛ كما تتزامن الزيارة مع الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين برلين وتل أبيب، ما يضفي بعدًا تاريخيًا على هذه الزيارة السياسية.

في سياق متصل، أشار بكور إلى أن العلاقات الألمانية الإسرائيلية لم تكن دائمًا خالية من التوتر، خاصة في عهد وزيرة الخارجية السابقة أنالينا بيربوك، المنتمية لحزب الخضر، والتي اتسمت مواقفها بقدر من الانتقاد للسياسات الإسرائيلية. كذلك واجه المستشار الألماني أولاف شولتس انتقادات من الجانب الإسرائيلي، ما يعكس وجود تباين في بعض المواقف السياسية.

ومع ذلك، تظل ألمانيا من أكبر موردي السلاح لإسرائيل، في دلالة واضحة على عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، التي تتجاوز الخلافات الظرفية لتستند إلى أسس أمنية وسياسية طويلة الأمد.

<strong>القاهرة الاخبارية </strong>
القاهرة الاخبارية 

ألمانيا والالتزام بالإنسانية

تظهر السياسة الألمانية، بحسب تحليلات بكور، مزيجًا من الالتزام التاريخي تجاه إسرائيل والتفاعل المسؤول مع التطورات الإنسانية والسياسية في المنطقة؛ وهو ما يجعل من زيارة الوزير الألماني الجديد ليس فقط تحركًا دبلوماسيًا بل رسالة سياسية واضحة تعيد التأكيد على دور ألمانيا كلاعب محوري في الشرق الأوسط.

تم نسخ الرابط