عاجل

محمد عطية: الاستقواء على الحيوانات مرض اجتماعي خطير

محمد عطية
محمد عطية

انتقد الفنان محمد عطية، سلوك الإنسان ضد الحيوانات وإيذائهم بشكل غير مبرر، مستنكرًا قتل أو تعذيب هذه الأرواح الضعيفة.

بشاعة غير مبررة

ووجه رسالة عبر حساب الشخصي بموقع "إنستجرام" قائلًا: "بحاول أفهم إيه سر تزايد البشاعة الغير مبررة مؤخرا تجاه الحيوانات، وليه ناس كتير بتبذل مجهود في قتلهم وتعذيبهم واذيتهم.. إيه المرض اللي انتشر وسطينا فجأة ده ؟".

وتابع: "ليه الاستقواء على كائنّات مش عاوزة حاجة غير بواقي أكلك وتسيبهم في حالهم و بيطيروا من الفرحة لو أديتهم شوية عطف.. ليه الموضوع بقى بالشكل ده ومن جميع الفئات و الطبقات.. إيه الحل؟".

سلوك عدواني

وأكمل: "وصدقوني اللي بيقتل حيوان أو بيعذبه لو اتحط في ظروف تانية ممكن يعمل ده مع البشر عادي.. كل اللي في إيدينا نصور ونفضح و نضغط ونطالب الداخلية بعدم التهاون بالأمر".

واختتم: "بس حقيقي الموضوع بقى مؤلم جدا، خصوصا مع الكلاب اللي بتفضل تثق في البشر رغم تكرار الأذى و التمادي فيه.. أنا مش عارف ليه أبسط الحاجات الآدمية بقيت بحس فيها بالعجز كده".

ومن جانبه، شدد الشيخ خالد الجندي، على أن تعاليم الدين الإسلامي تحظر الإساءة إلى الحيوانات، مستشهداً بأحاديث نبوية شريفة وردت في صحيح الإمام مسلم.

وأوضح الجندي، خلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc" أن الإمام مسلم أفرد بابًا خاصًا بعنوان "باب النهي عن لعن الدواب وغيرها"، لبيان حرمة شتم أو لعن الدواب كالحمير والخيول والجمال، مؤكداً أن الإسلام دعا إلى الرحمة حتى مع الحيوان.

غير آدمية

كما حذر المهندس صلاح السكري، خبير العلاقات الاجتماعية، من خطورة مشاهد تعذيب الحيوانات التي تنتشر بين الحين والآخر، مؤكدًا أن هذه الأفعال لا تسيء فقط إلى مرتكبيها، بل تؤثر سلبًا على المجتمع بأسره من خلال قتل معاني الرحمة في نفوس الناس.

وقال السكري، عبر فضائية "الحدث اليوم"، إن التعذيب أو الإيذاء المتعمد للحيوانات يتنافى مع كل القيم الدينية والإنسانية، مضيفًا: "عندما نشاهد هذه المشاهد المؤلمة، نحن لا نقتل فقط كائنًا ضعيفًا، بل نقتل الرحمة في قلوب أبنائنا وأفراد مجتمعنا". 

النبي يعلّمنا الرحمة

وأشار السكري إلى موقف عظيم من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حين رأى كلبة وضعت حملها في إحدى الغزوات، فأمر بتغيير مسار الجيش حتى لا يؤذيها أو صغارها، بل وضع عليها حارسًا لحمايتها، في مشهد يجسد أسمى معاني الرحمة والرعاية حتى مع الحيوانات. وأضاف: "هذا الموقف النبوي الشريف يعلّمنا أن الإسلام دين رحمة، لا مكان فيه للقسوة أو الاعتداء على أي كائن حي".

وأشاد السكري بمواقف الرموز الدينية في مصر الذين أكدوا مرارًا على ضرورة الرحمة بالحيوانات، مشيرًا إلى تصريح سابق لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، شدد فيه على أهمية معاملة الحيوانات برفق، واعتبر ذلك مظهرًا من مظاهر الإنسانية الحقة.

كما أشار إلى تصريحات الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، الذي دعا إلى نشر ثقافة الرحمة بالحيوانات والتوعية بحقوقها، مؤكدًا أن ذلك جزء لا يتجزأ من القيم الدينية والأخلاقية.

آثار نفسية واجتماعية

ولفت السكري إلى أن انتشار سلوكيات العنف ضد الحيوانات يحمل أبعادًا نفسية خطيرة، قائلاً: "الأبحاث النفسية أثبتت أن من يمارس العنف على الحيوانات قد يتدرج لاحقًا إلى ممارسة العنف على البشر"، محذرًا من الاستهانة بهذه الظاهرة التي تنم عن اضطرابات سلوكية يجب علاجها مبكرًا.

وأضاف: "مجتمع يرحم الحيوان هو مجتمع يرحم الإنسان. وإذا أردنا أن نربي أبناءنا على القيم الإنسانية، فعلينا أن نعلمهم الرحمة والرأفة بكل مخلوق".

تشريع صارم

وفي ختام حديثه، دعا السكري إلى إصدار قوانين أكثر صرامة لحماية الحيوانات من التعذيب وسوء المعاملة، مشيرًا إلى أن القوانين الرادعة ضرورية لردع المعتدين وغرس ثقافة احترام حقوق الكائنات الحية.

وقال: "المجتمعات المتحضرة تقاس بمدى احترامها لحقوق أضعف الكائنات فيها، وإذا أردنا أن نكون جديرين بهذا الوصف، فعلينا أن نبدأ بحماية تلك الأرواح التي لا تملك أن تدافع عن نفسها".

تم نسخ الرابط