"Full Fact" تحذر من "تأثير فوضوي"
حملة ترامب ضد الرقابة تُغرق المملكة المتحدة في أزمة معلومات مضللة

تواجه المملكة المتحدة أزمة متفاقمة في حربها ضد المعلومات المضللة، حيث تُغذّي حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الرقابة هذه الأزمة، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة "Full Fact" الخيرية لتدقيق الحقائق.
كما تحذر المنظمة من "تأثير فوضوي" على بيئة المعلومات، وتُطالب الحكومة البريطانية بالتحرك العاجل لمواجهة هذا التحدي المتصاعد.
يوضح التقرير الصادر عن المنظمة الخيرية، الذي دق ناقوس الخطر، أن سياسات ترامب التي تهدف إلى "استعادة حرية التعبير وإنهاء الرقابة"، تُحدث تأثيرًا مباشرًا على بيئة المعلومات في المملكة المتحدة. و يُشكل هذا التأثير، الذي وصفته المنظمة بـ "الفوضوي"، تحديًا كبيرًا لأوروبا، حيث تواجه المملكة المتحدة حجمًا غير مسبوق من المعلومات المضللة المنتشرة عبر الإنترنت.

تراجع "ميتا" وتصريحات فانس يُفاقمان الوضع
أشار التقرير إلى أن قرار شركة "ميتا" بالتخلي عن مدققي الحقائق المستقلين في الولايات المتحدة، واستبدالهم بـ"ملاحظات مجتمعية"، يثير مخاوف من تعميم هذا الإجراء عالميًا، ويُعد في نظر المنظمة محاولة "لكسب الود السياسي". كما أثارت تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، في مؤتمر ميونيخ للأمن قلق المنظمة، حيث اتهم قادة الاتحاد الأوروبي باستخدام مصطلحات "من الحقبة السوفيتية" لإخفاء "اهتمامٍ راسخ". إذ تري المنظمة أن هذه التصريحات تعيد ضبط المصطلحات المقبولة للمنصات وتلقي بمسئولية مواجهة المعلومات المضللة علي الحكومات فقط، وتتجاهل دور المنصات ذاتها.

تحديات قانون السلامة على الإنترنت ودور إيلون ماسك
سلّط التقرير الضوء على التحديات التي تواجه تطبيق قانون السلامة على الإنترنت في المملكة المتحدة. كما أعربت المنظمة عن قلقها إزاء استخدام إيلون ماسك لوسائل التواصل الاجتماعي، واتهمته بتضخيم نظريات المؤامرة والدعاية اليمينية المتطرفة.
وحذرت المنظمة من مخاطر المحتوى المُعد بالذكاء الاصطناعي، ودعت الحكومة إلى تسريع تشريع الذكاء الاصطناعي الموعود، مستشهدةً بمقاطع صوتية مزيفة لسياسيين أعدت باستخدام الذكاء الاصطناعي.
دعوة للعمل العاجل
دعت منظمة "Full Fact" حكومة حزب العمال والهيئة التنظيمية "OfCom" إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة المعلومات المضللة، ومحاسبة منصات التواصل الاجتماعي. وأكدت على أهمية الوصول إلى المعلومات الدقيقة، وحذرت من أن المعلومات المضللة تُشكّل تهديدًا للديمقراطية. وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الجمهور من هذا الخطر.
اختتمت المنظمة تقريرها بالتحذير من وجود " حرب هجينة" وأن "الوصول إلى المعلومات الدقيقة ليس ترفًا، بل هو أساس ديمقراطيتنا". وأشارت المنظمة الي أن أحداث الشغب التي حدثت في ساوثبورت كانت مثالاً واضحاً علي مدى خطورة المعلومات المضللة.