عاجل

كشمير الإقليم الممزق .. نزاع تاريخي يقاوم التسويات بين ثلاث قوى نووية

كشمير الهندية الباكستانية
كشمير الهندية الباكستانية

فتحت الدكتورة منى شكر، مقدمة برنامج "العالم شرقًا" على قناة "القاهرة الإخبارية"، واحدًا من أعقد ملفات السياسة الدولية، بعرض تحليلي مفصل حمل عنوان: "كشمير.. نزاع تاريخي وتقسيم ثلاثي"، تناولت فيه جذور الصراع التاريخي والجيوبوليتيكي في منطقة كشمير الواقعة بين جبال الهيمالايا، والتي تشكّل بؤرة توتر مزمن بين الهند وباكستان، إلى جانب تدخل الصين في مرحلة لاحقة.

إقليم ممزق منذ أكثر من سبعة عقود

وفي سياق تحليلها، أوضحت شكر أن إعلان الرئيس الأمريكي عن موافقة الهند وباكستان على وقف إطلاق النار في كشمير لا يُغير من الحقيقة الراسخة: أن كشمير هي إقليم ممزق منذ أكثر من سبعة عقود، وظلت مسرحًا للحروب والنزاعات والمواجهات السياسية، دون أن يُكتب لها سلام دائم.

1947 تقسيم كشمير

عادت شكر بالتاريخ إلى عام 1947، حينما حصلت الهند وباكستان على الاستقلال من الحكم البريطاني، وظل إقليم كشمير في وضع غامض، إذ لم ينضم إلى أي من الدولتين.

ومع تصاعد التوتر، طلب حاكم كشمير- وهو هندوسي يحكم منطقة ذات غالبية مسلمة- الدعم من الهند لمواجهة غزو مسلح قادم من باكستان، أدى ذلك إلى نشوب الحرب الهندية الباكستانية الأولى، والتي انتهت برعاية أممية وبـ"خط السيطرة" الذي قسم كشمير فعليًا إلى جزء هندي وآخر باكستاني.

التركيبة السكانية 

أوضحت شكر أن الجزء الهندي من كشمير، المعروف بمناطق جامو وكشمير ولاداخ، يضم غالبية مسلمة تقارب 70% من السكان، ما أفرز دعوات متكررة إما للانفصال أو الانضمام إلى باكستان، بينما يتكون الجزء الباكستاني من كشمير، المسمى "آزاد كشمير" و"جيلجيت بالتستان"، من سكان مسلمين بالكامل.

وأضافت أن المعضلة تعقّدت مع دخول الصين على خط النزاع، حيث استولت على منطقة أكساي تشين بعد حربها مع الهند عام 1962، كما تنازلت باكستان عن وادي تشكسكام لصالح الصين عام 1963، لتتحول كشمير إلى إقليم مقسم فعليًا بين ثلاث قوى نووية: الهند، باكستان، والصين.

نزاع يتجاوز الثنائية

أبرزت شكر أن النزاع لم يعد ثنائيًا بين الهند وباكستان، بل أصبح ثلاثي الأبعاد بعد دخول الصين، مما زاد من تعقيد التسوية السياسية وأدخل الملف ضمن حسابات استراتيجية تتجاوز الحدود الإقليمية، خصوصًا في ظل تصاعد التوتر بين الهند والصين على خلفية نزاعات حدودية أخرى.

أكدت شكر أن كشمير الهندية تشهد اضطرابات دائمة ومطالبات من السكان بالاستقلال أو الانضمام إلى باكستان، في حين تواجه السلطات الهندية هذه التحركات بحملات أمنية مشددة، ما يؤدي إلى انتهاكات حقوق الإنسان وتوتر مستمر.

<strong>القاهرة الاخبارية </strong>
القاهرة الاخبارية 

الإرادة الدولية

اختتمت الدكتورة منى شكر عرضها بالتأكيد على أن إقليم كشمير سيظل نقطة اختبار حقيقية لقدرة المجتمع الدولي على حل النزاعات المعقدة، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار وحده لا يكفي، بل لا بد من معالجة الجذور التاريخية والسياسية والاجتماعية للصراع، وإيجاد صيغة عادلة ترضي شعوب الإقليم وتحقق الأمن الإقليمي.

تم نسخ الرابط