عاجل

النزلات المعوية في الصيف.. ماذا تأكل وماذا تتجنب ؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، تزداد معدلات الإصابة بالنزلات المعوية، خاصة بين الأطفال وكبار السن. تُسهم حرارة الجو في تسريع تلف الأطعمة، مما يُزيد من احتمالية تكاثر البكتيريا والفيروسات المسببة لأمراض الجهاز الهضمي.

تُعد النزلات المعوية من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في موسم الصيف، بسبب الأعراض المرهقة التي تسببها مثل الإسهال، القيء، آلام البطن، الحمى، وفقدان الشهية. وإذا تم إهمال علاجها، فقد تتطور إلى مضاعفات خطيرة، مثل الجفاف، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا خاصة على الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال وكبار السن.

ورغم تنوع طرق العلاج الدوائي، إلا أن النظام الغذائي يظل أحد أهم ركائز العلاج، ويؤثر بشكل مباشر في مدة وشدة الأعراض، كما يلعب دورًا كبيرًا في تسريع التعافي والحد من المضاعفات، خاصة في الصيف.

في هذا الإطار، يُقدم الدكتور محمد المنيسي، أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد بكلية طب قصر العيني، دليلاً غذائيًا مبسطًا يساعد المرضى على التعامل مع النزلات المعوية بوعي وتوازن.

لماذا النظام الغذائي مهم أثناء النزلة المعوية؟

يشرح الدكتور المنيسي أن النزلات المعوية تؤدي إلى فقدان الجسم لكميات كبيرة من السوائل والمعادن بسبب الإسهال والقيء خاصة في الصيف، وهو ما يستدعي تعويضًا سريعًا لهذه العناصر لتجنب الجفاف. وهنا تأتي أهمية النظام الغذائي الصحيح الذي لا يرهق الجهاز الهضمي، ويساعد على استقرار الأمعاء وعودة الجسم لوضعه الطبيعي.

ما هو "برات دايت" ولماذا يُنصح به؟

النظام الغذائي الأنسب في هذه الحالات يُعرف باسم "برات دايت" (BRAT Diet)، وهو اختصار لأربعة أنواع من الأطعمة سهلة الهضم:

B – Banana (الموز): غني بالبوتاسيوم الضروري لتعويض المعادن المفقودة، كما أن قوامه يساعد في تهدئة المعدة وتماسك البراز.

R – Rice (الأرز الأبيض): يوفر طاقة خفيفة ولا يسبب تهيجًا للأمعاء، كما يساعد على تقليل الإسهال.

A – Applesauce (صلصة التفاح أو التفاح المسلوق): يحتوي على ألياف البكتين التي تسهم في تحسين حركة الأمعاء وتنظيمها.

T – Toast (الخبز المحمص أو التوست): يُعد من النشويات الجافة التي تساعد في امتصاص السوائل الزائدة داخل الأمعاء.
ويؤكد الدكتور المنيسي أن هذه الأطعمة يمكن تناولها في شكلها الطبيعي أو كعصائر بدون سكر مضاف، وهي تساعد على تقليل الإخراج المائي وتُسهم في تماسك البراز.

أطعمة يجب تجنبها تمامًا خلال الإصابة

إلى جانب ما يجب تناوله، يشدد المنيسي على ضرورة تجنب مجموعة من الأطعمة والمشروبات التي قد تزيد من حدة الأعراض خاصة في الصيف، منها:

منتجات الألبان، خاصة الحليب، لأنها قد تسبب اضطرابات إضافية في الهضم.

الأطعمة الدهنية والمقلية، لكونها صعبة الهضم وقد تؤدي إلى تفاقم القيء أو الإسهال.

الخضروات النيئة والفاكهة الغنية بالألياف غير القابلة للذوبان، مثل الكرنب والبروكلي.

المشروبات الغازية والمنبهات كالقهوة والشاي الثقيل، لأنها تسبب تهيج المعدة.

السكريات الصناعية والمُحلّيات، لكونها تسحب المياه من الأمعاء وتزيد الإسهال.


نصائح إضافية لتعزيز التعافي

شرب السوائل باستمرار: لتعويض الفاقد من المياه والأملاح، يُنصح بتناول محلول الجفاف، شوربة خفيفة، أو ماء الأرز.

الراحة التامة: يحتاج الجسم إلى الراحة حتى يستطيع مقاومة العدوى والتعافي بسرعة.

التدرج في العودة للنظام الغذائي المعتاد: بعد تحسن الحالة، ينبغي إعادة إدخال الأطعمة بشكل تدريجي لتفادي عودة الأعراض.

استشارة الطبيب: في حال استمرار الإسهال أو القيء لأكثر من 48 ساعة، أو ظهور أعراض الجفاف كجفاف الفم وقلة التبول.

النزلة المعوية ليست مرضًا بسيطًا يمكن الاستهانة به، خاصة عند الأطفال وكبار السن. والاعتماد على نظام غذائي علاجي مثل "برات دايت"، إلى جانب الراحة وشرب السوائل، يمثل خطوة أساسية نحو الشفاء. لكن لا يجب الاعتماد على النظام الغذائي وحده، بل يُنصح دومًا بمتابعة الحالة طبيًا، خصوصًا عند ظهور علامات التحذير.

تم نسخ الرابط