سر التفوق في الامتحانات.. اقرأ "الأعلى" و"الشرح" قبل المذاكرة
مع اقتراب موسم الامتحانات وازدياد التوتر بين الطلاب وأولياء الأمور، تتجه الأنظار إلى كل ما يمكن أن يعين الأبناء على التركيز والتوفيق الدراسي، وفي هذا الإطار، خرج الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بتصريح هام أشعل النقاشات على مواقع التواصل، بعدما أكد أن سورتي "الأعلى" و"الشرح" من المجربات الموصى بها قبل المذاكرة لما لهما من أثر روحي في الحفظ والاستيعاب.
فتوى تدعم الروح والإرادة
جاءت تصريحات الشيخ عبد السلام خلال مشاركته في برنامج "فتاوى الناس" على قناة "الناس"، حيث أجاب على سؤال من أحد المشاهدين حول وجود سور معينة تُقرأ قبل بدء المذاكرة، فأكد أن التوفيق لا يأتي إلا من عند الله، وأن الوسائل الروحية تهيئ النفس والعقل لاستقبال العلم، موضحًا أن سورتي "الأعلى" و"الشرح" من المجربات المعروفة بين أهل العلم، وقد ثبت تأثيرهما الإيجابي على صفاء الذهن وسرعة الفهم، بإذن الله.
صلاة الفجر والدعاء.. مفاتيح التوفيق
الشيخ عبد السلام لم يكتفِ بالإشارة إلى فضل السور القرآنية فقط، بل شدد على أهمية أن يبدأ الطالب يومه بصلاة الفجر، لما فيها من بركة، إلى جانب الإكثار من الدعاء، خاصة في أوقات السجود، وطلب العون من الله بإخلاص.
كما أوصى بضرورة بر الوالدين، باعتباره من أعظم أسباب التوفيق في الدنيا والآخرة، مشيرًا إلى أن هذه العوامل الروحية تعمل على تهدئة القلق وفتح أبواب الفهم والتركيز.
لماذا "الأعلى" و"الشرح" تحديدًا؟
سورة "الأعلى" تبدأ بقوله تعالى: "سبِّح اسم ربك الأعلى"، وتُذكرنا بعظمة الخالق وقدرته على تيسير الأمور. أما سورة "الشرح"، التي تبدأ بقوله: "ألم نشرح لك صدرك"، فتمتلئ بالطمأنينة والدعوة إلى الأمل، وهي تذكّر القارئ بأن بعد العسر يسرا، هاتان السورتان تتحدثان عن التيسير والشرح والتسهيل، وهي معانٍ يحتاجها كل طالب مقبل على الاختبارات.
علم النفس الحديث يدعم هذه الرؤية أيضًا، إذ تؤكد دراسات عدة أن الحالة النفسية الإيجابية تساعد على رفع معدل التركيز والاستيعاب، وعليه، فإن قراءة سور تبعث الطمأنينة وتغرس اليقين الداخلي بالتوفيق، يمكن أن تكون محفزًا قويًا للنجاح.
التجارب الروحية ليست بديلًا عن الجهد
في الوقت ذاته، شدد أمين الفتوى على أن الاعتماد على السور القرآنية والدعاء لا يغني عن الاجتهاد والمذاكرة الجادة، بل يُكملها، فالإسلام يحث على الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله.
ولهذا، فإن الطالب الذي يلتزم بقراءة "الأعلى" و"الشرح"، مع الدعاء والنية الصادقة، ثم يجتهد في تحصيل دروسه، يكون قد جمع بين العلم والإيمان، وهما جناحا النجاح الحقيقي.
رسالة للآباء والمعلمين
وجه الشيخ عبد السلام أيضًا رسالة إلى أولياء الأمور والمعلمين، يحثهم فيها على دعم الطلاب نفسيًا وروحيًا، وتشجيعهم على ربط العلم بالإيمان، لا الضغط عليهم بالتحذيرات والتخويف من الفشل، كما دعاهم لتذكير الطلاب بأهمية نية التعلُّم لوجه الله وخدمة المجتمع، ما يعزز من قيمة العلم ويدفع الطلاب للإبداع والتميز.
الطلاب يعلقون: السكينه قبل الامتحان أهم من أي شيء
عدد من الطلاب عبروا عبر "السوشيال ميديا" عن تأثرهم بكلام أمين الفتوى، معتبرين أن ربط المذاكرة بالقرآن والدعاء يمنحهم إحساسًا بالسكينة ويدفعهم للإقبال على الكتب بنفوس مطمئنة، إحدى الطالبات كتبت: "أنا أول مرة أعرف إن في سور معينة ممكن تقرأها تساعدك على الفهم، بس فعلاً لما جربت، حسيت براحة غير طبيعية قبل المذاكرة".
بين السماء والأرض طريق للتفوق
في وقت تتزايد فيه الضغوط الدراسية والنفسية، تأتي مثل هذه الفتاوى لتفتح نافذة روحية مهمة أمام الطلاب، تذكرهم بأن العلم ليس مجرد أرقام وكتب، بل هو عبادة إذا اقترنت بالنية الخالصة والسعي والاجتهاد.
وقراءة سورتي "الأعلى" و"الشرح" قبل المذاكرة، ليست مجرد تقليد، بل تجربة وجدانية تعيد للطالب توازنه الداخلي، وتذكره بأن التوفيق أولًا وأخيرًا من عند الله.