عاجل

هل تصح إمامة الصبي المميز لأمه وأسرته في الفريضة؟.. دار الإفتاء توضح

امامة الصبي
امامة الصبي

في ظل حرص العديد من الأسر المسلمة على تعليم أبنائها الصلاة والمواظبة عليها، تبرز تساؤلات فقهية تتعلق بجواز إمامة الصبي المُمَيِّز لأفراد عائلته، وتحديدًا في صلاة الفريضة، بهدف تحصيل أجر صلاة الجماعة. وقد أثار هذا التساؤل اهتمام فقهاء العصر، خصوصًا مع انتشار هذا الفعل في البيوت التي ترغب في تنشئة أبنائها على حب الصلاة والقيادة الدينية.

تعريف الصبي المُمَيِّز:


الصبي المميز هو من بلغ من العمر ما يمكنه معه التفرقة بين الأمور، ويفهم الصلاة وأركانها ويُحسن أداءها، وغالبًا ما يكون ذلك من سن 7 سنوات تقريبًا، بحسب ما ذكره جمهور الفقهاء.

حكم إمامة الصبي في الفريضة:
أجمع العلماء على جواز إمامة الصبي المُمَيِّز في صلاة النفل، كقيام الليل، لما ورد عن الصحابة من فعل ذلك، لكنهم اختلفوا في حكم إمامته في صلاة الفريضة، خاصةً للكبار من النساء أو الرجال.

رأي الجمهور:
ذهب جمهور الفقهاء (المالكية والحنفية) إلى عدم جواز إمامة الصبي في الفريضة للكبار، سواء كانوا رجالًا أو نساءً، لأنه غير بالغ، وبالتالي لا يتحقق فيه شرط التكليف الذي يعد من شروط صحة الإمامة في الفريضة.

رأي الشافعية والحنابلة:
أما الشافعية والحنابلة، فذهبوا إلى جواز إمامة الصبي المميز في الفريضة بشرط إتقانه للصلاة، واستدلوا على ذلك بحديث رواه البخاري عن عمرو بن سلمة رضي الله عنه، أنه أمَّ قومه وهو ابن ست أو سبع سنين، وكان أكثرهم قرآنًا.

في حال إمامته لأمه أو أسرته من النساء فقط:
اتفق أكثر أهل العلم على جواز إمامة الصبي المُمَيِّز للنساء، وخاصة أمه أو أخواته، إذا كان يحسن الصلاة، وكانت قراءته صحيحة، وهو ما أجازته اللجنة الدائمة للإفتاء، وعدد من علماء العصر، باعتبار أن النساء لا يُشترط في إمامتهن البلوغ أو الذكورة الكاملة، كما يُشترط في إمامة الرجال.

الهدف التربوي والروحاني:
ويؤكد علماء الشريعة أن تمكين الصبي المميز من إمامة الصلاة داخل أسرته، يُعد وسيلة تربوية فعالة لتعزيز شخصيته وربطه بالمسجد والعبادة من الصغر، خاصة إذا كان ذلك تحت إشراف ومتابعة، دون الإخلال بشروط صحة الصلاة

دار الإفتاء المصرية: إمامة الصبي المميز لأمه وأسرته في الصلاة جائزة بشروط

أكدت دار الإفتاء المصرية أن إمامة الصبي المميز لأمه أو أفراد أسرته في صلاة الفريضة جائزة شرعًا، بشرط توافر بعض الشروط الأساسية التي تضمن صحة الصلاة. 

وأوضحت الدار أن الصبي المميز هو من بلغ سن التمييز، أي الذي يفهم الخطاب ويستطيع الرد عليه، ويُدرك معنى الصلاة وأفعالها وأركانها. وغالبًا ما يكون ذلك من سن السابعة تقريبًا، وقد يزيد أو ينقص باختلاف قدرات الطفل ونموه العقلي. 

وأشارت إلى أن إمامة الصبي المميز لأمه أو من في بيته من النساء جائزة شرعًا، وصلاة من يأتم به صحيحة، إذا توفرت فيه الشروط التالية: 
• أن يكون يحسن قراءة الفاتحة وأداء أركان الصلاة. 
• أن يؤدي الصلاة على وجهها الصحيح دون لحن مخل أو جهل بأركانها. 
• أن يكون في كامل طهارته البدنية والملبسية. 

وأضافت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية راعت التيسير والرحمة، وأنه لا حرج في إمامة الصبي المميز عند الحاجة، خصوصًا في البيوت أو المدارس أو الأماكن التي يندر فيها وجود إمام بالغ، مع ضرورة تدريب النشء على تحمل المسؤوليات الدينية والاجتماعية مبكرًا. 

تم نسخ الرابط