دعوة فرنسية.. ماكرون يبحث مع أردوغان سبل إنهاء الحرب

في إطار التحركات الدولية المتسارعة لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالًا هاتفيًا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، تناول فيه مستجدات الأوضاع في أوكرانيا، وسبل دعم الجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار.
ووفق التقرير، المكالمة التي أعلنت عنها الرئاسة الفرنسية، تأتي في وقت حساس يشهد تصعيدًا مستمرًا على الجبهات، ومطالبات متزايدة بتحرك دبلوماسي فاعل لاحتواء الأزمة المتفاقمة.
موقف فرنسي ثابت
شدد الرئيس الفرنسي خلال الاتصال على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا، مجددًا الموقف الفرنسي والأوروبي الداعم لوحدة الأراضي الأوكرانية، ورافضًا أي محاولات لتكريس واقع جديد بالقوة.
وأكد ماكرون أن استمرار العمليات العسكرية لا يخدم مصالح أي من الأطراف، بل يزيد من معاناة المدنيين، ويهدد الأمن الأوروبي والعالمي.
وتُعد هذه الدعوة استمرارًا لجهود ماكرون المتواصلة لحشد دعم دولي يسهم في الدفع نحو حل سياسي، في ظل رفض روسيا حتى الآن الدخول في مفاوضات مشروطة بوقف العمليات العسكرية.
تشاور أوروبي في كييف
كشفت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون أطلع الرئيس التركي على نتائج مباحثات القادة الأوروبيين الأخيرة في العاصمة الأوكرانية كييف، والتي جاءت في سياق التنسيق المشترك بين دول الاتحاد الأوروبي لبحث مستقبل الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي لأوكرانيا.
وشمل الاتصال تبادلًا للآراء حول آليات تعزيز هذا الدعم، وضرورة التكاتف الدولي لمواجهة تداعيات الحرب، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الروسية ومحاولات استهداف البنية التحتية الحيوية في المدن الأوكرانية.
كما ناقش الجانبان مسألة العقوبات المفروضة على روسيا، وآثارها السياسية والاقتصادية، إضافة إلى دور أنقرة المحوري في الوساطة وفتح قنوات الاتصال بين الأطراف المتصارعة، خاصة أن تركيا لا تزال تحتفظ بعلاقات قائمة مع كل من موسكو وكييف.
دور تركي تحت المجهر
يحظى الدور التركي في الأزمة الأوكرانية بمتابعة دولية واسعة، حيث نجح الرئيس أردوغان سابقًا في لعب دور الوسيط في ملفات شائكة مثل اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود؛ وفي هذا السياق، تبدو مكالمة ماكرون جزءًا من محاولة فرنسية ـ أوروبية لاستثمار الحضور التركي المؤثر من أجل الدفع نحو هدنة أو اتفاق مؤقت على الأقل.
كما يمثل التنسيق الفرنسي التركي علامة على رغبة الطرفين في تنشيط التعاون المشترك في ملفات إقليمية، لا سيما في شرق أوروبا، ومنطقة البحر الأسود، حيث تتقاطع المصالح الجيوسياسية للطرفين.

وسط حرب مفتوحة
في الوقت الذي تستمر فيه المعارك في أوكرانيا بلا أفق واضح للحل، تشكل التحركات الدبلوماسية التي يقودها قادة أوروبا، وعلى رأسهم الرئيس ماكرون، بارقة أمل في تهدئة النزاع؛ ومع الانخراط التركي النشط، يبقى الأمل معقودًا على تكاتف الجهود الدولية لوضع حد لأزمة طاحنة تهدد استقرار القارة والعالم بأسره.