مؤتمر الحوار الإسلامي بالبحرين.. شيخ الأزهر يدعو لتضامن عربي إسلامي موحد

انطلقت اليوم، في البحرين، فعاليات مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي، بحضور ملك البحرين، وبمشاركة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ووزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، ومفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد ولفيف من الملوك والرؤساء والعلماء من شتى بقاع العالم الإسلامي.
التحذير من استغلال المذهبية والطائفية والعرقية لزرع الفتن
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أكد أن أمتنا الإسلامية لم تجن من الفرقة وتدخل بعض دولها في الشؤون الداخلية لبعضها الآخر، أو الاستيلاء على أجزاء من أراضيها، أو استغلال المذهبية والطائفية والعرقية، كل ذلك لم تجن الأمة منه إلا فرقة وصراعًا، حتى رأينا من يطالبنا بتهجير شعب عريق وترحيله من وطنه ليقيم على أرضه منتجعًا سياحيًا على أشلاء الجثث وأجساد الشهداء من الرجال والنساء والأطفال من أهلنا وأشقائنا في غزة المكلومة.
وأشار شيخ الأزهر، أنه آن الأوان لتضامن عربي إسلامي أخوي، إذا ما أردنا الخير لبلادنا ولمستقبل أمتنا.
وتوجه شيخ الأزهر، خلال كلمته بالمؤتمر، إلى الله تعالى بالدعاء أن يوفق قادة العرب في قمتهم العربية المرتقبة في جمهورية مصر العربية، وفي المملكة العربية السعودية، وأن يجمع كلمتهم ويوحد شملهم.
إحياء قيم التعايش والتسامح
بينما أكد الدكتور أسامة الأزهري خلال مؤتمر الحوار الإسلامي، أن علوم الإسلام تقوم على ثلاث دوائر مترابطة: دائرة العلم القائمة على البرهان والدليل، ودائرة الفكر التي تنير الثقافة الشائعة، ودائرة الثقافة الشائعة التي تشمل عامة المسلمين.
وأوضح الأزهري، أن الخطر يكمن في تصورات العامة بشأن العلاقة بين المذاهب الإسلامية، إذ قد يسود الاعتقاد الخاطئ بأن علاقة المذاهب تقوم على الصراع أو الاستعلاء، وهو ما يستدعي دورًا محوريًّا للعلماء والمفكرين في تصحيح المفاهيم وترسيخ روح المودة والتسامح بين المسلمين.
وأشار وزير الأوقاف، إلى أن المجتمعات الإسلامية في حاجة ماسة إلى إعادة إحياء قيم التعايش والتسامح، لافتًا إلى أن التاريخ الإسلامي شهد تعايشًا بين أتباع المذاهب المختلفة في القبائل والعائلات دون أن تكون المذهبية سببًا للفرقة أو التنازع.
كما دعا الدكتور أسامة الأزهري، إلى تبني وثيقة الوحدة الإسلامية، التي اقترحها فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لوضع دستور إسلامي إسلامي يجمع شمل المسلمين ويحقق مقاصد الشريعة في حفظ النفس، والدين، والعقل، والعرض، والمال.
وشدد الوزير على أهمية أن يتبنى المسلمون صناعة الحضارة، والابتكار في العلوم، والحفاظ على البيئة، وتعزيز قيم الاستدامة، وإكرام الطفولة والمرأة، وإصلاح ذات البين، مؤكدًا أن جميع الفضائل تتجسد في أمرين: تعظيم ذات الله عز وجل، وإصلاح ذات البين.
تصحيح مفهوم الولاء والبراء ضرورة دينية وإنسانية لنزع فتيل الكراهية
فيما أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، خلال كلمته أن الحوار بين طوائف المسلمين ضرورة إيمانية وفريضة شرعية لتحقيق وحدة الأمة، كما تجلى عبر تاريخها في لحظات الاختلاف الكبرى، مشيرًا إلى أن أزمة الخطاب الطائفي اليوم تستوجب العودة إلى نهج الحوار الذي أرساه الإسلام منذ وثيقة المدينة.
وفي سياق تصحيح المفاهيم المغلوطة، أكد مفتي الجمهورية، أن مفهوم "الولاء والبراء" في الإسلام يدعو في جوهره النقي إلى حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ونصرة الحق، لكنه تعرّض لتحريف خطير استخدمته بعض الطوائف لتكفير مخالفيها واستباحة دمائهم، مما يتناقض مع مقاصد الشريعة الداعية إلى الوحدة والتراحم.