لما بنسمع كلمة “الستر”، أول حاجة بتيجي في بالنا هي الفلوس، بيت يتقفل علينا شغل نأمّن بيه يومنا، وأكل نعرف ناكله وإحنا مرتاحين.
بس الحقيقة؟ الستر أوسع من كده وأعمق.
الستر إنك تعيش وسط الناس وسيرتك تفضل نضيفة.
الستر إن اسمك لما يتقال يتقال وراه دعوة من القلب أو ابتسامة طيبة او حتي دمعة فيها تقدير مش ندم.
في ناس لما تمشي، تغيب.
وفي ناس لما تمشي، تنوّر.
زي محمود عبد العزيز، الراجل اللي لما غاب، ما غابش.
كان نجم بس مش ده بس اللي خلى الناس تحبه… كان مستور.
ماكانش بيكلم كتير بس كان ليه وزن.
ماكانش بيظهر في كل مكان بس لما يظهر يبقى له هيبة.
الستر مش بس في الحياة، الستر كمان في الغياب.
الستر إن في حد يفضل وراك يفتكرك يحكي عنك بالحلو ويدعيلك من غير ما يكون مجبر
الستر مش في الصورة، الستر في الحكاية.
الستر إن بعد ما تمشي تفضلي عايشة في قلوب الناس من غير شو ولا تصنع.
إنك تسيبي وراك أثر مش دوشة.
فادعي لنفسك بالستر…
ستر السيرة وستر القلب، وستر الغياب.
علشان في الآخر، اللي بيعيش بعد الرحيل… هو اسمك.
والاسم مايبقاش له قيمة، غير لما يبقى محاط بمحبة حقيقية، وناس تفتكرك وانت مش موجود من غير مصلحة، من غير مواقف، من غير مناسبة.
يبقى في حد بيحكي عنك علشان بيحبك، مش علشان الناس تنبهر…
يبقى فيك حتة بتعيش… حتى لو انت مشيّت.
ويمكن وإنتي بتقرا دلوقتي، تفتكر حد كان مستور وهادي، وسابلك سيرة حلوة من غير ما يقول كلمة.
ولو افتكرت… ادعيله.
يمكن تكون إنت كمان نفس الحكاية عند حد تاني، من غير ما تعرف.