حياة متقشفة ومهام إنسانية.. بابا الفاتيكان لا يتقاضى راتبًا منذ 2013

كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن البابا فرنسيس، رغم كونه الزعيم الروحي لأكثر من مليار كاثوليكي حول العالم، لا يتقاضى أي راتب شخصي مقابل منصبه. ووفقًا للتقرير، فإن دولة الفاتيكان تتكفل بكافة احتياجاته، بدءًا من السكن والطعام، وصولًا إلى السفر والرعاية الصحية والأمن.
وأكدت الصحيفة أن البابا فرنسيس، الذي تولى الحبرية في 2013، لطالما رفض الحصول على دخل شخصي، متمسكًا بمبادئ البساطة وخدمة الفقراء، وهو ما تميّز به نمط حياته طوال سنوات حبريته حتى عام 2025.
أسلوب حياة متواضع
ورغم أهليته لتقاضي راتب رمزي يُقدّر بـ2800 دولار شهريًا، إلا أن البابا فرنسيس امتنع عن تقاضي أي مقابل مادي منذ لحظة تنصيبه. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الامتناع ليس أمرًا جديدًا، حيث جرت العادة أن يغطي الفاتيكان كافة نفقات الباباوات دون تخصيص رواتب شخصية لهم.
وتجلى هذا النهج المتواضع في اختياره للإقامة في بيت الضيافة "دوموس سانكتاي مارثاي" داخل الفاتيكان، بدلًا من الإقامة في القصر الرسولي الفخم، وهو المقر التقليدي للبابا. كما امتنع عن استخدام الميزانيات المخصصة لأعمال الفاتيكان في أغراض شخصية، ووجهها حصريًا لدعم المبادرات الإنسانية.
أعمال خيرية بارزة
لم تقتصر التزامات البابا فرنسيس على رمزية الحياة البسيطة، بل اتسعت لتشمل مبادرات إنسانية مباشرة. ففي عام 2023، تبرع البابا بمبلغ 225 ألف دولار لدعم السجناء في أحد سجون العاصمة الإيطالية روما، في خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا داخل الأوساط الكنسية والحقوقية.
وتتوفر للبابا امتيازات رمزية كرئيس دولة، مثل وسائل النقل الخاصة والميزانيات الدبلوماسية، إلا أنه اختار توجيهها لخدمة أعماله الدينية والخيرية، لا للاستفادة الشخصية.
تأثير رمزي عالمي
شكلت مواقف البابا فرنسيس مصدر إلهام للملايين حول العالم، خصوصًا في الأوساط التي تعاني من الفقر والتهميش. وقد ساهمت بساطته الشخصية في إعادة رسم صورة القيادة الدينية على الصعيد العالمي، باعتباره رمزًا للرحمة والتواضع، بدلًا من المظاهر البروتوكولية الرسمية التي ارتبطت تاريخيًا بالفاتيكان.
تمايز عن أسلافه
ورغم أن الباباوات السابقين عاشوا حياة غير مترفة من حيث الشكل، إلا أن فرنسيس تميز عنهم بقرارات علنية تعكس رفضه لمظاهر الرفاهية. منذ بداية حبريته، باع سيارة البابا الفاخرة، واستبدلها بسيارة صغيرة متواضعة، كما رفض ارتداء الملابس الذهبية المطرزة، مكتفيًا بزي أبيض بسيط، في رسالة واضحة للابتعاد عن المظاهر والاستعراض.
رسائل متكررة للفقراء
وفي العديد من خطاباته، أكد البابا أن "الكنيسة يجب أن تكون قريبة من الفقراء، لا من أصحاب الامتيازات"، مشددًا على ضرورة أن تعكس حياة رجال الدين روح الخدمة لا السلطة. وتعدّ هذه الفلسفة أحد أسباب شعبيته الواسعة، خصوصًا في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، حيث تجد رسالته صدىً عميقًا في المجتمعات المهمشة.