عاجل

تجدد التوتر بين الهند وباكستان رغم إعلان وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية

القوات الباكستانية
القوات الباكستانية

لم تمضِ ساعات على إعلان وقف شامل وفوري لإطلاق النار بين الهند وباكستان، حتى تبادل الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق، ما يهدد بانهياره. وأكد سكرتير وزارة الخارجية الهندية، فيكرام ميسري، أن القوات الباكستانية "ارتكبت انتهاكات متكررة" وأن الجيش الهندي "ردّ بشكل مناسب". ودعا ميسري إسلام آباد إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضبط النفس.

في المقابل، شددت وزارة الخارجية الباكستانية على التزام إسلام آباد الكامل بالاتفاق، مؤكدة أن "القوات الباكستانية تتصرف بمسؤولية وضبط للنفس"، متهمةً الجانب الهندي ببدء الخروقات.

تصعيد سابق ومعارك ميدانية

وقعت اشتباكات عنيفة خلال الأيام الماضية، استخدمت فيها المدفعية والطائرات المسيّرة والصواريخ، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين الدولتين النوويتين. وشهدت مدينة سريناغار، عاصمة كشمير الهندية، دوي انفجارات وتفعيل أنظمة الدفاع الجوي، بينما تحدثت مصادر باكستانية عن "تبادل متقطع للنيران" في ثلاث مناطق على طول خط المراقبة.

وبحسب مصادر رسمية، أسفرت المواجهات منذ الأربعاء عن مقتل نحو 60 مدنيًا ونزوح الآلاف من السكان على جانبي الحدود. وكانت الهند قد شنت ضربات استباقية استهدفت ما وصفته بـ"معسكرات إرهابية"، لترد باكستان بقصف جوّي طال قواعد عسكرية هندية، في تصعيد هو الأشد منذ عقود.

جهود دولية للتهدئة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر السبت، عن اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن واشنطن توسطت فيه خلال "ليلة طويلة من المحادثات". وأشاد ترامب بـ"المنطق السليم" الذي أبداه البلدان، بينما أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الاتفاق جاء نتيجة مفاوضات مكثفة أجريت مع رئيسي وزراء الهند وباكستان.

وأعربت عواصم غربية كبرى عن ترحيبها بالاتفاق، حيث وصفته لندن بـ"الخطوة الإيجابية"، فيما اعتبرته باريس "اختيار المسؤولية"، وبرلين "خطوة أولى مهمة". كما دعت الأمم المتحدة والصين إلى ضبط النفس، مع تأكيد بكين استعدادها للعب "دور بناء" في تهدئة الأزمة.

خلفية الصراع

اندلع التوتر الأخير بعد هجوم مسلح وقع في 22 أبريل في الشطر الهندي من كشمير، أسفر عن مقتل 26 شخصًا. واتهمت نيودلهي جماعة "عسكر طيبة"، المدرجة على لائحة الإرهاب الدولية، بالمسؤولية عن الهجوم، في حين نفت باكستان أي علاقة لها ودعت إلى تحقيق دولي.

وفي خطاب شديد اللهجة، قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن بلاده "ردت بالشكل المناسب وانتقمت للضحايا الأبرياء"، مؤكدًا أن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن أراضيها. بينما أشارت الهند إلى تعرضها لهجمات متكررة بالمسيّرات على أهداف عسكرية.

سيناريو مفتوح

رغم إعلان الاتفاق، إلا أن مراقبين حذروا من هشاشة الهدنة. وكتب المحلل السياسي مايكل كوغلمان أن "الهند على ما يبدو لا تنظر إلى الاتفاق بنفس النظرة الأمريكية والباكستانية، وقد لا تكون راغبة في الانخراط بمحادثات موسعة كما يُروج لها".

يُذكر أن باكستان أعادت فتح مجالها الجوي فور سريان الاتفاق، فيما أبقت الهند 32 مطارًا مغلقًا في شمالها الغربي، ما يعكس حذرًا ميدانيًا على الأرض.

تم نسخ الرابط