مفاوضات مطولة
محادثات الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين تتواصل اليوم الأحد

اختتمت أمس السبت جولة أولى من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وسط أجواء توصف بـ"البنّاءة"، فيما يُنتظر استئناف المفاوضات اليوم الأحد، بحسب ما أفاد به مسؤول لوكالة "أسوشيتد برس". وتناولت المحادثات الخلافات المتعلقة بالرسوم الجمركية التي تهدد بزعزعة الاقتصاد العالمي إذا استمرت دون حل.
وأجريت الاجتماعات على مدار أكثر من 10 ساعات في مدينة جنيف السويسرية، بحضور وفدين رفيعي المستوى من الجانبين، ترأس الوفد الأمريكي كل من وزير الخزانة سكوت بيسنت والممثل التجاري جاميسون جرير، فيما قاد الوفد الصيني نائب رئيس الوزراء هي ليفينج.
ترامب: "تقدم كبير"
في تعليق له عبر منصة "تروث سوشيال"، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن اللقاء كان "جيدًا للغاية"، لافتًا إلى مناقشة العديد من القضايا، والتوصل إلى اتفاقات في عدة ملفات. وأضاف ترامب: "تم التفاوض على إعادة ضبط كاملة بطريقة ودية ولكن بناءة. نريد انفتاح الصين على الأعمال الأمريكية من أجل مصلحة البلدين".
واعتبر مراقبون أن تعبير "إعادة ضبط كاملة" الذي استخدمه ترامب، يشير إلى نية الطرفين صياغة اتفاق جديد يعالج جذور التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، التي تفاقمت منذ سنوات بفعل تبادل فرض رسوم جمركية بمليارات الدولارات على سلع متبادلة.
أجواء أكثر هدوءًا
تمثل هذه الجولة من المحادثات خطوة مختلفة عن النهج التصعيدي السابق، إذ حملت في طياتها إشارات تهدئة، خاصة من الجانب الأمريكي. وتأتي وسط ضغوط دولية متزايدة لإيجاد تسوية تجارية تقلل من آثار الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي انعكست على سلاسل الإمداد العالمية وتدفقات التجارة الدولية.
ويترقب المستثمرون والأسواق العالمية ما ستسفر عنه جلسات الأحد، في وقت يعوّل فيه الطرفان على تحقيق تقدم يسمح ببلورة إطار تفاوضي شامل يفضي إلى اتفاق دائم، لا سيما مع تزايد الحديث عن انكماش اقتصادي يلوح في الأفق نتيجة استمرار النزاع التجاري.
ترقب دولي واسع
تحظى هذه المحادثات بمتابعة دقيقة من قِبل العواصم الأوروبية والآسيوية، حيث تعتبر نتائجها مؤثرة بشكل مباشر على استقرار الاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة والتكنولوجيا. ويأمل الشركاء التجاريون للولايات المتحدة والصين أن تسفر المفاوضات عن إزالة تدريجية للعوائق الجمركية التي فرضت خلال السنوات الماضية، والتي أثّرت بشكل ملحوظ على سلاسل التوريد والصناعات التحويلية.