تقشير الجمبري: معركة يومية لسيدات "شكشوك" وسط ظروف عمل قاسية بالفيوم

تعد مهنة تقشير الجمبري من المهن الشاقة التي تتطلب الصبر والجهد أثناء العمل. وعلى الرغم من مشقتها؛ إلا أن سيدات قرية شكشوك، التابعة لمركز ومدينة أبشواى، بمحافظة الفيوم، تقف بكل قوة في مواجهة التحديات اليومية بما يتحصلن عليه من أجر "قليل" مقابل تقشير الجمبري.

في هذا السياق، يلقي موقع "نيوز روم" الضوء على قصصهن وتجاربهن في هذا المجال الشاق.
بداية العمل
بدأت السيدات في قرية شكشوك بالفيوم العمل في صناعة تقشير الجمبري منذ سنوات عديدة، حيث وجدت العديد منهن في هذه المهنة مصدرًا للدخل، يعينهن على تلبية احتياجاتهن اليومية. ويعتبر الجمبري من أكثر المأكولات البحرية شعبية في مصر، وبالتالي فإن الطلب عليه كبير جدا من قبل بعض المواطنين ذات الدخل المرتفع نظرا لارتفاع سعره.

تحديات العمل
وتواجه سيدات الفيوم العديد من التحديات في عملهن؛ حيث يتعرضن لظروف عمل صعبة، فهن يعملان لساعات طويلة في بيئة قد تكون صعبة جدا وغير مريحة بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرضن لبعض المخاطر الصحية على اليدين نتيجة التعامل مع الجمبري مثل الحكة والهيج والاحمرار، والطفح الجلدي، والاكزيما في بعض الحالات.
الإصرار والعزيمة
رغم التحديات التي تقابل السيدات في تقشير الجمبري؛ تظهر سيدات الفيوم إصرارًا وعزيمة في عملهن، فهن يعملن بجد واجتهاد لضمان جودة المنتج وتقديمه للعملاء في أفضل صورة، كما أنهن يتبادلن الخبرات والمهارات فيما بينهن حتى أنهن يعلمن أبنائهن الصغار، مما يساعدهن على تحسين أدائهن وتطوير صناعتهن التي يعمل بها 80% من سيدات القرية.

فرص عمل للسيدات
وتساهم صناعة تقشير الجمبري في الفيوم، في توفير فرص عمل للعديد من السيدات بالقرية، كما أن هذه الصناعة تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير الدخل للعديد من الأسر.

صعب ومرهق
وتقول سعدية - سيدة متزوجة ولديها 10 أبناء، وزوجها مسن في السبعين من عمره، "أعمل في مجال تقشير الجمبري منذ 25 عاما لمساندة زوجي على أعباء الحياة. أبدأ العمل في التقشير من الساعة الخامسة صباحا وحتى السادسة مساءا. وتعودنا على التقشير بالرغم من أنه صعب ومرهق جدا، لكن الحياة تحتاج إلى المكافحة، وخصوصا أننا ظروفنا صعبة المعيشية صعبة جدا، ونضطر للعمل، لتحسين مستوياتنا المعيشية، وبناخد ملاليم بسيطة لا تضاهى التعب والجهد الشاق اللي بنشوفه فى التقشير. وبالرغم من إننا نعمل ليل نهار في تقشير الجمبري؛ ألا أننا لم نأكله نظرا لارتفاع ثمنه الذي لا نقدر عليه".

الأجرة غير الكافية
وأضافت "صباح"، "أعمل منذ 30 عاما في مجال تقشير الجمبري بالقرية، لكن الأجرة التي نتقاضها لا تكفي لتلبية احتياجاتنا الأساسية، مثل الطعام والملبس والسكن، حيث يتراوح أجرنا اليومي ما بين 30 إلى 50 جنيه فقط، وهو مبلغ غير كافٍ لتلبية احتياجاتنا في ظل ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة اليومية، لكن نضطر للعمل علشان بناخد قشر الجمبري لتغذية الطيور التى نقوم بتربيتها فى المنزل".

عمل وراثي
وأوضحت "أنه لا يوجد لسيدات القرية عمل يعرفوه غير تقشير الجمبري ونتوارثة، لكن بالرغم من كل هذا التعب والجهد، الأجرة غير كافية. حيث نضطر إلى العمل لساعات طويلة جدا دون الحصول على أجر كافٍ، كما أننا نضطر إلى تقليص نفقاتنا اليومية، مثل تقليص استهلاك الطعام أو تأجيل شراء الملابس، وخصوصا منا الكثير يعانى من مرض السكر والضغط ونحتاج إلى العديد من الأدوية".
تحسين الأجر
وتطالب سيدات قرية شكشوك بتحسين أجرهن، وتوفير ظروف عمل أفضل، حيث أن الأجور لا تتناسب مع الجهد المبذول، ويطالبن بزيادة الأجرة لتحسين مستوياتهن المعيشية.
