روسيا تلوّح بهدنة مؤقتة في أوكرانيا .. الكرملين يؤكد "سندرس المقترح بجدية"

أعلن الكرملين، اليوم، أن السلطات الروسية تنظر في مقترح دولي جديد يدعو إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في أوكرانيا لمدة ثلاثين يومًا. ويأتي هذا الإعلان في وقت حساس من عمر النزاع، وسط جهود دبلوماسية متزايدة لتهدئة التصعيد، خاصة مع اقتراب دخول الحرب عامها الثالث، وما خلّفته من آثار سياسية وإنسانية واقتصادية جسيمة على الأطراف كافة.
موسكو لا موقف رسمي
بحسب ما أوردته قناة "القاهرة الإخبارية"، فإن الكرملين لم يصدر حتى الآن موقفًا نهائيًا تجاه المبادرة، لكنه أكد أنه "سيدرس المقترح بعناية وسيعلن قراره في الوقت المناسب".
وذكر البيان الصادر عن المكتب الإعلامي للرئاسة الروسية أن "أي تحرك في هذا الاتجاه يجب أن يُبنى على تقييم شامل لتطورات الميدان ومصالح روسيا الاستراتيجية، بما يضمن عدم الإخلال بالخطوط الحمراء التي وضعتها القيادة".
المبادرات الدولية مفتوحة
أكد البيان كذلك أن موسكو تأخذ في اعتبارها جميع المبادرات الدولية التي تهدف إلى التهدئة أو الدفع نحو حل سياسي للنزاع. ورغم ذلك، فيما أوضح المسؤولون الروس أن قبول الهدنة لا يعني بالضرورة تنازلًا عن المبادئ التي تدافع عنها روسيا في الميدان، وأن أي وقف لإطلاق النار يجب ألا يُستغل لإعادة تسليح أوكرانيا أو لتحسين مواقعها العسكرية.
يرى محللون أن لهجة الكرملين توحي بانفتاح على خيار الهدنة، لكنها في الوقت نفسه تعكس حذرًا واضحًا من أي مبادرة لا تأخذ بعين الاعتبار ما تصفه روسيا بـ"الواقع الجديد" على الأرض، خاصة بعد ضم أربع مناطق أوكرانية مؤخرًا إلى السيادة الروسية من طرف واحد، وهي الخطوة التي رفضها المجتمع الدولي بشكل واسع.
توقيت الهدنه حساس
وتتزامن هذه التطورات مع تأكيدات من كييف وحلفائها الغربيين حول بدء هدنة غير مشروطة من جانبهم، ما يضع موسكو أمام اختبار سياسي بالغ الحساسية: إما الاستجابة للمبادرة وإبداء حسن نية دبلوماسية، أو الاستمرار في العمليات العسكرية بما قد يزيد من العزلة الدولية ويدفع نحو تصعيد جديد.
وبينما لا تزال تفاصيل المبادرة قيد التفاوض، تُطرح تساؤلات عن إمكانية استثمار هذه الهدنة كبداية لحوار شامل بين موسكو وكييف، برعاية دولية؛ فوقف إطلاق النار لمدة شهر قد يفتح نافذة لإعادة تقييم المسارات الدبلوماسية المتعثرة منذ بداية الحرب، خاصة مع ضغوط الشارع الدولي لإنهاء الصراع الذي خلّف ملايين اللاجئين وأزمات طاقة عالمية.

نتظار روسي وترقب
في ظل غياب موقف روسي حاسم حتى الآن، تبقى الأنظار شاخصة إلى الكرملين، بانتظار ما إذا كانت هذه المبادرة ستمثل لحظة فارقة في مسار الحرب، أم مجرد جولة جديدة من المناورات السياسية على رقعة شطرنج معقدة.