لأول مرة... نعرض القطعة المسروقة من مقبرة الملك توت عنخ آمون
كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون “لص”... ننشر صور القطعة المسروقة |خاص

تعد مقبرة الملك توت عنخ آمون، أحد أشهر المقابر الأثرية في تاريخ الاكتشافات خلال القرنين الماضيين بلا منازع، ودومًا ما تتناثر التساؤلات هل حصلت مصر على كل القطع التي خرجت من المقبرة أم لا؟
ومن ناحيته قال بسام الشماع المؤرخ المعروف، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، إن المدقق في أخبار ذلك الكشف سيجد الكثير من الثغرات التي من الممكن أن يكون قد تسربت منها قطع أثرية لم نعرف عنها شيئًا.
وقال الشماع، إن جريدتي شبيجل والديلي ميل ذهبتا إلى ما يؤيد تلك الشكوك، حيث نشرت، كل منها عدة تقارير صحفية جاء فيها ما يلي:
فيلم عن كارتر
قال الشماع، "أنتجت هيئة الإذاعة البريطانية BBC فيلمًا وثائقيًا، وصف هاورد كارتر مكتشف المقبرة بـ "اللص"، وادعى الفيلم أنه -أي كارتر- كارتر سرق قطعة مجوهرات لا تقدر بثمن من مقبرة الملك توت عنخ آمون"
طوق ذهبي
والبرنامج الذي يعرض الفيلم من تقديم مؤرخة الفنون جانينا راميريز، من جامعة أوكسفورد، قال إن طوق مرصع بالجواهر لا يُقدّر بثمن، اختفى بعد وقت قصير من العثور عليه على جسد الملك المحنط البالغ من العمر 19 عامًا.
واتهم البرنامج كارتر بسرقة قطعة المجوهرات الثمينة بعد اكتشاف المقبرة، ويؤكد أن بعض الخرزات الذهبية التي عرضت في مزاد بلندن عام 2015 قد أُخذت من الطوق الأصلي.
ويُعتقد أيضًا أن اثنين من الصقور المصنوعين من الذهب والخزف المصري (الفاينس)، واللذين يُعرضان حاليًا في متحف بولاية كانساس الأمريكية، كانا جزءًا من تصميم الطوق الأصلي.
ويدعي البرنامج أن كارتر، الذي توفي عن عمر يناهز 64 عامًا في عام 1939، باع الصقور لأحد الأشخاص، والي بدوره باعها لاحقًا إلى هاوٍ لعلم المصريات، ثم انتهى بها المطاف في المتحف عام 1967م.
من ناحيه أخرى -والكلام للشماع-، كتب آلان جاردينر، اللغوي الذي ساعد في ترجمة نقوش الموقع الهيروغليفية، إلى كارتر في رسالة لم تُنشر سابقًا عام 1934: "لا شك أن التعويذة (الوحم) التي عرضتها عليّ قد سُرقت من مقبرة توت عنخ آمون".
وفي عام 1947، نشر ألفريد لوكاس، أحد العاملين في الحفر، مقالًا في مجلة علمية في القاهرة زعم فيه أن كارتر فتح حجرة الدفن سرًا، ثم أعاد إغلاقها استعدادًا للحظة الكشف الرسمية.
ويُقال إن كارتر أخبر جاردينر أن التعويذة، والتي يُفترض أنها كانت قربانًا للموتى، ليست من مقبرة الفرعون الشاب. ولكن عندما عرض جاردينر القطعة على ريكس إنغلباخ، مدير المتحف المصري، قال إن القطعة كانت مطابقة تمامًا لقطع دُفنت مع توت عنخ آمون، بل وصنعت من نفس القالب.
وعندما توفي كارتر عام 1939، وُجدت في ممتلكاته قطع أثرية كانت بالفعل من غرفة دفن الملك توت.
وقد وصلت بعض هذه الآثار إلى متحف المتروبوليتان في نيويورك، والذي أعاد في عام 2010 تسعة عشر قطعة أثرية مصرية قديمة "نُسبت بثقة إلى مقبرة توت عنخ آمون".
فيما قال عالم المصريات كريستيان لوين –والكلام للشماع- من متحف أوغست كيستنر في ألمانيا لصحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية عام 2010، في مقال تناول احتمال وقوع سرقات خلال الحفر عام 1922: "جميع القطع الأثرية من المقبرة يجب أن تكون في مصر، وإذا لم تكن في مصر، فإنها لم تخرج بشكل قانوني".
وحتى لو لم يكن كارتر قد فتح حجرة الدفن سرًا، فمن المحتمل أنه وفريقه قضوا وقتًا أطول بكثير داخلها قبل إخطار المسؤولين المصريين، وهو ما يتناقض مع التقارير الرسمية.
وختم الشماع كلماته قائلًا: من العرض السابق يتبين لنا، أن هاورد ككارتر هو لص آخر، اقتنص عدد من القطع الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ آمون، إلى نفسه، وأنه باع بعضها، وبعضها وصل لمتحف المتروبوليتان، وهي قطع مسروقة، ويجب أن تعود إلى مصر، شأنها شأن كل قكعة يثبت سرقتها.