صلاح السكري: تعذيب الحيوانات جريمة تقتل الرحمة في قلوب البشر

حذر المهندس صلاح السكري، خبير العلاقات الاجتماعية، من خطورة مشاهد تعذيب الحيوانات التي تنتشر بين الحين والآخر، مؤكدًا أن هذه الأفعال لا تسيء فقط إلى مرتكبيها، بل تؤثر سلبًا على المجتمع بأسره من خلال قتل معاني الرحمة في نفوس الناس.
وقال السكري، عبر فضائية "الحدث اليوم"، إن التعذيب أو الإيذاء المتعمد للحيوانات يتنافى مع كل القيم الدينية والإنسانية، مضيفًا: "عندما نشاهد هذه المشاهد المؤلمة، نحن لا نقتل فقط كائنًا ضعيفًا، بل نقتل الرحمة في قلوب أبنائنا وأفراد مجتمعنا".
النبي يعلّمنا الرحمة
وأشار السكري إلى موقف عظيم من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حين رأى كلبة وضعت حملها في إحدى الغزوات، فأمر بتغيير مسار الجيش حتى لا يؤذيها أو صغارها، بل وضع عليها حارسًا لحمايتها، في مشهد يجسد أسمى معاني الرحمة والرعاية حتى مع الحيوانات. وأضاف: "هذا الموقف النبوي الشريف يعلّمنا أن الإسلام دين رحمة، لا مكان فيه للقسوة أو الاعتداء على أي كائن حي".
وأشاد السكري بمواقف الرموز الدينية في مصر الذين أكدوا مرارًا على ضرورة الرحمة بالحيوانات، مشيرًا إلى تصريح سابق لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، شدد فيه على أهمية معاملة الحيوانات برفق، واعتبر ذلك مظهرًا من مظاهر الإنسانية الحقة.
كما أشار إلى تصريحات الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، الذي دعا إلى نشر ثقافة الرحمة بالحيوانات والتوعية بحقوقها، مؤكدًا أن ذلك جزء لا يتجزأ من القيم الدينية والأخلاقية.
آثار نفسية واجتماعية
لفت السكري إلى أن انتشار سلوكيات العنف ضد الحيوانات يحمل أبعادًا نفسية خطيرة، قائلاً: "الأبحاث النفسية أثبتت أن من يمارس العنف على الحيوانات قد يتدرج لاحقًا إلى ممارسة العنف على البشر"، محذرًا من الاستهانة بهذه الظاهرة التي تنم عن اضطرابات سلوكية يجب علاجها مبكرًا.
وأضاف: "مجتمع يرحم الحيوان هو مجتمع يرحم الإنسان. وإذا أردنا أن نربي أبناءنا على القيم الإنسانية، فعلينا أن نعلمهم الرحمة والرأفة بكل مخلوق".
الدعوة لـ تشريع صارم
وفي ختام حديثه، دعا السكري إلى إصدار قوانين أكثر صرامة لحماية الحيوانات من التعذيب وسوء المعاملة، مشيرًا إلى أن القوانين الرادعة ضرورية لردع المعتدين وغرس ثقافة احترام حقوق الكائنات الحية.
وقال: "المجتمعات المتحضرة تقاس بمدى احترامها لحقوق أضعف الكائنات فيها، وإذا أردنا أن نكون جديرين بهذا الوصف، فعلينا أن نبدأ بحماية تلك الأرواح التي لا تملك أن تدافع عن نفسها".

رسالة تتجاوز الحدود
واختتم السكري حديثه بدعوة وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية إلى القيام بدورها في نشر قيم الرحمة والوعي بحقوق الحيوانات، مؤكدًا أن هذه الرسالة الإنسانية تتجاوز الحدود الجغرافية والدينية، وتمثل جوهرًا مشتركًا بين كل الثقافات والأديان.