عاجل

القرى المنتجة.. خطوة نحو التنمية المستدامة وتقليل البطالة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

قالت المهندسة نهى عبد الحليم، خبيرة التنمية المحلية والمشروعات الصغيرة، إن تحويل القرى المصرية إلى مجتمعات منتجة يمثل أحد أهم المسارات لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الاقتصاد الوطني من القاعدة إلى القمة.

خطوة محورية

وأكدت أن هذه المبادرة تمثل خطوة محورية لتحسين معيشة المواطنين في الريف، وتقليل البطالة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.

وأوضحت عبد الحليم أن التحول إلى قرى منتجة لا يقتصر على توفير بنية تحتية من طرق أو مرافق، بل يتطلب خلق بيئة إنتاجية متكاملة تتوافر فيها آليات التمويل، والتدريب، والتسويق، والدعم اللوجستي. وأضافت أن "الفكر الإنتاجي" يجب أن يحل محل "ثقافة الاستهلاك"، من خلال تحفيز أبناء القرى على خوض تجربة ريادة الأعمال بدلاً من الاعتماد على التوظيف الحكومي.

ركائز أساسية

وأشارت إلى أن هناك عدداً من الركائز الأساسية لهذا التحول، أبرزها:

  • تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتسهيل إجراءات التراخيص.
  • تطوير البنية الأساسية وتوفير خدمات الإنترنت لدعم التجارة الإلكترونية.
  • التدريب الفني والمهني لأبناء القرى، خاصة الشباب والنساء.
  • دعم منصات التسويق الإلكتروني وربط المنتجين مباشرة بالمستهلكين.
  •  تحفيز الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

نمازج ناجحة

وأكدت عبد الحليم أن مصر تمتلك بالفعل نماذج ناجحة في هذا المسار، مثل قرية "كفر وهب" في الغربية، وقرى أخرى في أسيوط والمنيا وسوهاج والوادي الجديد، أثبتت قدرتها على تحقيق عوائد اقتصادية من خلال الصناعات الغذائية والحرف اليدوية والمشروعات النسائية.

ورأت عبد الحليم أن التحديات ما زالت قائمة، ومن أبرزها:

·         ضعف الثقافة الإنتاجية في بعض المناطق.

·         غياب منظومة متكاملة لتسويق المنتجات.

·         تعقيد الإجراءات الإدارية ونقص التمويل.

·         ضعف البنية اللوجستية من تخزين وتبريد ونقل.

·         غياب التكامل بين الجهات الحكومية والمحلية.


توصيات عملية

وأشارت أن هناك  توصيات عملية، منها:

1. إعداد خريطة اقتصادية لكل قرية لتحديد مواردها وتوجيه الاستثمار نحوها.
2. تطوير الجمعيات التعاونية لتصبح حاضنات للمشروعات الصغيرة.
3. إطلاق منصات رقمية للتدريب والتسويق تستهدف القرى بشكل خاص.
4. تقديم حوافز للمستثمرين لدعم سلاسل الإمداد والتوزيع الريفية.


5. دمج القرى المنتجة في خطة التصدير الوطنية وتعزيز مشاركتها في المعارض.

مشروع وطني

مؤكدة أن تحويل القرى المصرية إلى مجتمعات منتجة ليس حلماً مستحيلاً، بل مشروع وطني قابل للتنفيذ، إذا ما وُجدت الإرادة السياسية، والدعم المؤسسي، والتنسيق المجتمعي، لبناء ريف قادر على الإنتاج والمنافسة وتحقيق العدالة التنموية.

تم نسخ الرابط