حتى لا ننسى... من هو مكتشف قلعتين “أبو صيفي” الأثريتين في سيناء؟

نشرت وزارة السياحة والآثار خبرًا تحت عنوان "العثور على بقايا تحصينات عسكرية ووحدات سكنية للجنود وخندق بشمال سيناء" وجاء نص الخبر كالآتي، “كشفت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار عن بقايا تحصينات عسكرية ووحدات سكنية للجنود وخندق يشير إلى إمكانية وجود قلعة أخري بالمنطقة وذلك خلال موسم حفائرها الحالي بموقع تل أبو صيفي بمنطقة أثار شمال سيناء”
ومن ناحيته أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، في تصريحات خاصة إلى نيوز رووم، أن مكتشف القلعتين الرومانية والبطلمية وثكنات الجنود والميناء والرصيف الحجرى من الميناء إلى القلعة وورش السفن بتل أبو صيفى بشمال سيناء هو الدكتور محمد كمال إبراهيم مدير عام آثار شمال سيناء الأسبق من عام 1992 حتى 2012 طبقا للنشر العلمي بدورية علمية في ألمانيا ورسالة ماجستير ودكتوراه بها كل التفاصيل.
وأشار ريحان إلى أن بيان الوزارة تجاهل المجهود، -على حد وصفه- الذي تم بذله من الدكتور محمد كمال إبراهيم، وهي 10 سنوات من العمل في موقع حساس للغاية، الحفائر فيه تثبت يومًا بعد يوم، مصرية سيناء العزيزة، وتعيد كتابة تاريخها على أسس علمية.
وقال ريحان إن اكتشافات بعثة الدكتور محمد كمال إبراهيم، مدير عام آثار شمال سيناء الأسبق، وشملت الكشف عن قلعة رومانية بالكامل للأسوار الأربعة قائمة على أنقاض قلعة بطلمية تم كشفها أيضًا، وتم تحديد أسوار القلعة الرمانية بأبعاد 160م طول، 99م عرض، وسمك السور 4 م، وذات مدخلين يفتح كل منها في أحد أضلاع القلعة الجنوبي والشمالي وهذه المداخل مدعمة بأبراج نصف دائرية على جانبي كل مدخل كما أن الأركان الأربعة للقلعة مدعمة بأبراج دائرية أيضًا، وقد بلغ عدد الأبراج التي تدعم أسوار القلعة الأربعة والمداخل 14 برجًا، كما تم الكشف عن عدد من السلالم التي كانت تؤدى إلى سطح أسوار القلعة المبنية ملاصقة تمامًا للسور وأمكن تحديد موقعين لهذه السلالم من داخل الأسوار بجوار مداخل القلعة في الشمال والجنوب.
وأضاف ريحان أن بعثة الدكتور محمد كمال كشفت أيضًا، عن مخازن من الطوب اللبن لسور القلعة من الداخل، على 12 دعامة مستطيلة، كما تم الكشف عن تغيير حدث في أسوار القلعة حيث تم إضافة سور آخر في الجهة الغربية عوضًا عن السور الغربي لها، وهذا التغير سبب تغير في مساحة القلعة وربما في الاستخدام أيضًا، حيث نجد أن الجهة الشرقية من القلعة تم الكشف فيها عن موقع معبد من الشرق إلى الغرب داخل أسوار القلعة مما سبب تغير في فناء القلعة في القرن الثالث الميلادي.
كما كشف فى المنطقة الشمالية عن ثلاثة شوارع متوازية من الشمال إلى الجنوب تتعامد على السور الشمالي للقلعة وتقع فيها مساكن أو ما يشابه الأحياء السكنية خارج أسوار القلعة لما يعرف بثكنات الجنود.
ويطلق على القلعة المكتشفة قلعة سيلا الرومانية التي بنيت بالطوب اللبن من الطفلة البيضاء وكذلك كشف عن قلعة أخرى أقدم من القلعة الرومانية تم تأريخها بالعصر البطلمي وتم الكشف عن الأسوار الأربعة للقلعة البطلمية أيضًا وقد بني فوق أنقاضها السور الشرقي والجنوبي للقلعة الرومانية بمعنى أنها بنيت فوق أنقاض الركن الجنوبي الشرقي للقلعة البطلمية.
ويمكن التمييز بين ألوان القوالب التي بنيت بها أسوار القلاع المكتشفة حيث بنيت القلعة الرومانية من قوالب اللبن البيضاء اللون والطفلية وبنيت القلعة البطلمية من قوالب الطمي الأسود مع اختلاف المقاسات للقوالب وطريقة البناء.
كذلك أمكن الكشف عن مناطق سكنية في تل أبو صيفي وتبلغ أبعاد القلعة البطلمية 230 م طول، 200م عرض، سمك الأسوار يترواح ما بين 11 إلى 13 متر وكذلك تم تحديد عدد من الدخلات والخرجات في السور الشمالي للقلعة
وتم تأريخ عصر القلاع المكتشفة من خلال القطع الفخارية والعملات والقطع الحجرية التي عثر عليها بالموقع وعليها كتابات قديمة حيث أمكن تأريخ أحد هذه الكتابات بسنة 288م لأحد الوحدات الرومانية التي عسكرت في ذلك المكان بتل أبو صيفي والتي تم تحقيقها بقلعة سيلا الرومانية بمعرفة الآثارى الفرنسى جان كليدا.
كما كشفت البعثة الأثرية بتل أبو صيفى بشمال سيناء برئاسة الدكتور محمد كمال إبراهيم منذ ما يزيد عن الـ 15 عامًا، عن بقايا مبنى من الحجر الجيري عبارة عن ورشة لإصلاح المراكب والسفن تعود إلى العصر البطلمي والروماني.
وورشة تتكون من أحواض جافة لإصلاح وبناء السفن عبارة عن حوضين منفصلين بينهما مبني مستطيل الشكل، يقع الحوض الأكبر إلى الشرق ويتكون من بقايا جدارين متوازيين يمثلان جسم الحوض بعرض 6 م، حيث يتم سحب السفن داخل الحوض للإصلاح، ويمتد كلا الجدارين نحو الجنوب تجاه مياه البحيرة القديم في ما يقرب من 25 م طول كما تم الكشف عن الرصيف الحجرى المؤدى من الميناء إلى القلعة.
وطالب الدكتور عبد الرحيم ريحان، بإعادة نشر الاكتشافات، الدكتور محمد كمال، بشكل تفصيلي.