مصر تعزز أمن الطاقة بتوقيع عقد استئجار محطة عائمة ثالثة للغاز الطبيعي

في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة، وقعت مصر عقد استئجار لمحطة عائمة ثالثة لمعالجة واردات الغاز الطبيعي المسال، في ظل تنامي الحاجة المحلية للوقود مع اقتراب ذروة استهلاك الكهرباء خلال فصل الصيف.

تفاصيل الاتفاق مع ألمانيا

ووفقًا لوزارة الاقتصاد الألمانية، فإن وحدة التخزين العائمة "إنيرغوس باور" أُجّرت من الباطن لصالح مصر، عبر اتفاق بين الحكومة الألمانية والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس". وتعد هذه الوحدة الثالثة من نوعها التي تستأجرها مصر في أقل من عام، بعد التوسع في استيراد الغاز عقب تراجع الإنتاج المحلي من الحقول التقليدية وارتفاع الطلب المحلي.

استئجار وحدة تخزين جديدة خطوة استراتيجية

في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، قال الدكتور محمد حليوة، خبير الطاقة والغاز، إن "اتجاه مصر لاستئجار وحدة تخزين عائمة جديدة يعكس تحولًا واضحًا في سياسة إدارة ملف الطاقة، إذ أصبحت الأولوية الآن لتأمين الإمدادات بدلاً من التصدير، خاصة بعد تقلص الفائض الإنتاجي بسبب تراجع معدلات السحب من بعض الحقول الكبرى مثل ظهر".

وأضاف حليوة أن استيراد الغاز من السوق الفورية، رغم تكلفته المرتفعة، يعكس حجم الضغوط التي تواجهها الحكومة لتلبية احتياجات محطات الكهرباء في ظل توقعات بصيف شديد الحرارة، مؤكداً أن هذا يضع ملف الطاقة أمام تحديات تتطلب تسريع وتيرة الاستكشافات وتعزيز كفاءة الاستهلاك المحلي.

محطة جديدة في وقت حساس

وأوضح الخبير أن السفينة "إنيرغوس باور"، التي كانت مخصصة لألمانيا ضمن خططها لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، ستتوجه مبدئيًا إلى ميناء العقبة بالأردن، قبل أن تصل إلى مصر نهاية يونيو المقبل. وتتمثل أهمية المحطة في تمكين مصر من استقبال شحنات جديدة من الغاز المسال لتغذية الشبكة القومية، خاصة بعد إعلان الحكومة حاجتها إلى نحو 60 شحنة صيفية لتشغيل المحطات.

التحديات والاستثمار في المستقبل

وأكد حليوة أن هذه الخطوة تأتي في وقت حساس، حيث تعرضت مصر لصدمات في الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة بعد انسحاب أربع شركات عالمية من مشاريع استكشاف في البحر الأحمر. من هنا، يتزايد أهمية وجود خطة متكاملة لتأمين الإمدادات على المدى القصير، بالتوازي مع تحسين مناخ الاستثمار في البحث والتنقيب.

جدير بالذكر في 19 مارس الماضي (2025)، بدأت مصر مفاوضات لاستئجار السفينة إنرجوس باور، وهي سفينة إعادة تغويز عملاقة، تستعملها ألمانيا، إذ جاءت المفاوضات بين وزير البترول المهندس كريم بدوي، والمدير العام لدبلوماسية المناخ والاقتصاد الجغرافي في وزارة الخارجية الألمانية.