المشاط: تدريب 100 مزارع بكفر الشيخ على أفضل الممارسات الزراعية المستدامة

في إطار التعاون بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وبدعم من الحكومة اليابانية؛ افتتح اللواء دكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفرالشيخ، اليوم السبت، البرنامج التدريبي الأول من مشروع «تعزيز قدرة المجتمعات والأنظمة الغذائية الزراعية في مصر على الصمود»، وذلك بحضور وفد الوزارة، وفرق مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وممثلي المديرية الزراعية، وعدد كبير من المزارعين المستفيدين من البرنامج التدريبي.
البرامج التدريبية
وفي هذا الإطار؛ أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ أهمية مثل تلك البرامج التدريبية، والتي تعزز من جهود الدولة نحو تحقيق مفهوم التنمية الريفية الشاملة، موضحة أن تنفيذ هذا المشروع يأتي في إطار بناء قدرة صغار المزارعين على مواجهة آثار تغير المناخ من خلال حلول الزراعة الذكية مناخياً، بما يعزز الأمن الغذائي، ويدعم المجتمعات الزراعية في تحقيق استدامة الإنتاج الزراعي في ظل التحديات البيئية المتزايدة.
كما أكدت "المشاط" اهتمام الدولة بقطاع الزراعة من أجل تعظيم جهود الأمن الغذائي وزيادة تصدير الحاصلات الزراعية ودوره الحيوي في تشغيل العمالة، حيث يعد القطاع من أكثر القطاعات تشغيلًا.
رانيا المشاط
من جانبه، وجّه محافظ كفرالشيخ، خلال كلمته في الافتتاح، خالص الشكر والتقدير إلى الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على جهودها المستمرة في دعم مشروعات التنمية المستدامة بالمحافظة، مشيدًا بالتعاون المثمر مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تنفيذ هذا المشروع الطموح.
أوضح محافظ كفرالشيخ أن البرنامج التدريبي يستهدف تدريب ورفع كفاءة 100 فرد من المزارعين وتعزيز قدراتهم على التكيف مع التغيرات المناخية، من خلال دعم الأنظمة الغذائية الزراعية المحلية وتطوير مهارات العاملين بالقطاع الزراعي، وتحسين جودة الإنتاج، والتدريب على أحدث الممارسات الزراعية المستدامة، وإدارة الموارد الطبيعية، وأساليب ترشيد استهلاك المياه، وتعزيز الأمن الغذائي بالمجتمعات الريفية، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وذلك في إطار رؤية مصر 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يُذكر أن البرنامج يشمل عقد دورتين تدريبيتين، لتدريب 100 فرد من المزارعين؛ تعقد الأولى خلال الفترة من 10 إلى 12 مايو، كما تعقد الثانية من 13 إلى 15 مايو 2025، وذلك بمشاركة عدد كبير من المزارعين من مختلف مراكز المحافظة، بالتنسيق بين المحافظة ومديرية الزراعة لضمان تعظيم الاستفادة من البرنامج.
تغير المناخ
وفي سياق منفصل، قالت «المشاط»، أن تغيّر المناخ لم يعد تهديدًا بعيد المدى، بل أصبح واقعًا حاضرًا وملحًا، متابعه أن المنطقة بما تمتلكه من خصوصيات بيئية وتحديات تنموية، تضاعف مسئولية مواجهة ذلك التحدي، مضيفه أن رؤية مصر للتحول البيئي، مبنية على الابتكار المناخي، والاستثمار الأخضر، والخيارات الاستراتيجية التي ترسم مستقبلًا أكثر استدامة ومرونة.
وأشارت إلى الحاجة إلى حلول جريئة، تشمل التكنولوجيا الحديثة، والأدوات الرقمية، ونماذج الاقتصاد الدائري، التي تساهم في تعزيز النمو وتقليل الانبعاثات الكربونية، سواء في مجال الطاقة المتجددة أو الزراعة المستدامة أو النقل منخفض الانبعاثات، لافته إلى ضرورة دعم المبتكرين وروّاد الأعمال الذين يصيغون ملامح الاقتصاد الأخضر المستقبلي.
برنامج نوفي
وأضافت أنه لا يمكن تحقيق التحوّل دون استثمارات، بما يتوجب إعادة توجيه تدفقات رؤوس الأموال نحو الأولويات البيئية، مشيرة إلى المنصة الوطنية لبرنامج “نُوَفِّي” – محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة – كمثال حي على الرؤية الشاملة، موضحة أن تلك المبادرة الرائدة ليست مجرد أداة، بل منصة للتكامل والتنسيق وتحقيق الأثر.
وتابعت أن مبادرة “نُوَفِّي” تسهم في مواءمة الأهداف التنموية الوطنية والإقليمية مع طموحات المناخ، وتضمن انسجام الجهود بعيدًا عن العمل المتناثر، من خلال تعزيز التكامل بين القطاعات، مؤكدة نجاح المبادرة بالفعل في حشد مليارات الدولارات من تمويل المناخ، مشيرة إلى أهمية مشاركة القطاع الخاص ليس كمموّل فحسب، بل كشريك رئيسي في هذا التحول الجوهري، مع ضرورة تمكين الشركات من الاستثمار في مسارات منخفضة الكربون، وتطوير سلاسل إمداد مستدامة، واعتماد تقنيات نظيفة، موضحة أن مسئولية الحكومة تكمن في توفير بيئة استثمارية مستقرة وشفافة، مع تعزيز الثقة، وإزالة العوائق التي تعيق مشاركة القطاع الخاص في تحقيق أهداف الاستدامة.