رسالة من "مُتوفي"..الذكاء الاصطناعي يعيد ضحية إلى الحياة داخل محكمة في أريزونا

شهدت قاعة محكمة في مدينة فينيكس الأمريكية لحظة استثنائية، بعدما استخدمت عائلة ضحية حادث دهس تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة بناء صوته، وتمكينه من مخاطبة قاتله خلال جلسة النطق بالحكم، في خطوة غير مسبوقة أثارت تفاعلاً واسعًا ونقاشًا أخلاقيًا وقانونيًا.

الذكاء الاصطناعي يعيد صوت الضحية إلى المحكمة

الذكاء الاصطناعي يعيد صوت الضحية إلى المحكمة، الذي توفي قبل ثلاث سنوات إثر حادث دهس مميت، "عاد" بصوته خلال جلسة محاكمة الجاني جابرييل هوركاسيتاس، المدان بالقتل غير العمد، بعد أن عرضت عائلته مقطع فيديو رقميًا تم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي، اعتمد على تسجيلات صوتية وصور ومقاطع أرشيفية، ليعيد تشكيل رسالة مؤثرة و"واقعية".

وجاء في المقطع الذي سُمع في القاعة: "في ظروف مختلفة، ربما كنا أصدقاء... لكنني أؤمن بالتسامح، ودائمًا ما كنت كذلك"، كلمات حملت وقعًا إنسانيًا عميقًا، دفعت القاضي تود لانغ إلى الإشادة بالمبادرة قائلاً: "ما سمعته كان نابضًا بالمشاعر الحقيقية، رغم كل الحزن والغضب".

حكم بالسجن ونقاش أخلاقي واسع

أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن لمدة 10 سنوات ونصف على هوركاسيتاس، الذي تسبب في وفاة بيلكي عند إشارة مرور عام 2022، لكن ما جذب الانتباه لم يكن فقط قرار المحكمة، بل استخدام الذكاء الاصطناعي لإحياء صوت الضحية.

هذا التطور أثار جدلاً بين المتخصصين في القانون وأخلاقيات التكنولوجيا. فقد أبدى البروفيسور ديريك ليبين، المتخصص في أخلاقيات الأعمال بجامعة كارنيجي ميلون، تحفظه، متسائلًا: "هل يمكننا التأكد أن هذه الرسالة تمثل حقًا ما كان يود الضحية قوله لو كان حيًا؟".

دفاع عائلي عن التقنية

في المقابل، دافعت شقيقة الضحية، ستايسي ويلز، عن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه الحالة، مؤكدة أن العائلة تعاملت معه بحذر وشفافية. 

وقالت: "مثلها مثل المطرقة، يمكن أن تُستخدم للبناء أو التدمير. نحن اخترنا أن نبني بها رسالة تسامح من شخص أحببناه".

ويُعد هذا الاستخدام للذكاء الاصطناعي في قاعات المحاكم من التطبيقات الناشئة التي تفتح الباب أمام أسئلة قانونية وأخلاقية جديدة، تتعلق بحدود التكنولوجيا، وحقوق الموتى، وتمثيل مشاعرهم بدقة بعد رحيلهم، وبالتالي خطوة الذكاء الاصطناعي الاستعانة بها تحديدا في الاستعانة بأي شيء يخص الأموات تبقى محل شك وجدل ديني.