بدء المحادثات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأمريكا في جنيف

أفادت قناة القاهرة الإخبارية، نقلًا عن وكالة الأنباء الصينية شينخوا، ببدء المحادثات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأمريكا في جنيف.
وعقد نائب رئيس مجلس الدولة الصيني دينغ شيويه شيانغ، محادثات مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، في جنيف.
وفي سياق متصل، بدأت محادثات التجارة بين «واشنطن - بكين» في مدينة جنيف السويسرية، في تطور يُنظر إليه كإشارة أولية إلى احتمال حدوث انفراج في الحرب التجارية المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم.
ووفقًا لما أوردته وسائل إعلام رسمية صينية اليوم السبت، فإن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، هي ليفينغ، يقود الوفد الصيني في هذه المحادثات، بينما يمثل الجانب الأمريكي وزير الخزانة سكوت بيسنت.
وبحسب ما نقلته شبكة CNN البريطانية، فبالرغم من أن بيسنت دعا إلى عدم رفع سقف التوقعات بشأن التوصل إلى اتفاق شامل خلال هذه الاجتماعات، إلا أنه وصفها بأنها خطوة مهمة في مسار المفاوضات.
الصين وأمريكا محادثات الحرب التجارية
تعود جذور الأزمة الحالية إلى الرسوم الجمركية الضخمة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث فرضت الولايات المتحدة رسومًا تصل إلى 145% على معظم الواردات الصينية، وردت بكين برسوم بنسبة 125% على السلع الأمريكية.
وقد تسببت هذه الإجراءات في تراجع كبير بالتبادل التجاري بين الجانبين، ما أدى إلى تقلص حجم الواردات، وارتفاع أسعار السلع في الأسواق الأمريكية، بالإضافة إلى تباطؤ اقتصادي في كلا البلدين. وأشار ترامب مؤخرًا إلى إمكانية خفض الرسوم إلى 80% بشرط فتح الأسواق الصينية بشكل أوسع أمام المنتجات الأمريكية.
ويرى محللون اقتصاديون أن أي خفض للرسوم، حتى لو بلغ النصف، قد لا يكون كافيًا لعودة النشاط التجاري إلى مستوياته السابقة.
انعكس هذا التصعيد على الاقتصاد الأمريكي بشكل مباشر، إذ ارتفعت مؤشرات التضخم، وأظهرت بيانات اقتصادية أول انكماش ربع سنوي في الناتج المحلي الإجمالي منذ أوائل عام 2022، وسط تزايد تكاليف الاستيراد.
وفي المقابل، تأثرت الصين بشدة، حيث انخفضت صادراتها إلى الولايات المتحدة بنسبة 21% في أبريل 2025 مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، وبلغت 33 مليار دولار فقط.
كما تراجع نشاط المصانع الصينية بوتيرة غير مسبوقة منذ أكثر من عام، ما دفع الحكومة الصينية إلى تسريع إجراءات التحفيز لدعم الاقتصاد.
وبحسب توقعات الاتحاد الوطني لتجارة التجزئة، من المتوقع أن تنخفض الواردات الأمريكية بنسبة لا تقل عن 20% في النصف الثاني من عام 2025، بينما تشير تقديرات بنك الاستثمار "جي بي مورغان" إلى أن الواردات من الصين تحديدًا قد تتراجع بنسبة تتراوح بين 75% و80%.
ويُضاف إلى ذلك بُعد سياسي جديد، إذ أكد ترامب أنه سيثير قضية جيمي لاي، قطب الإعلام المسجون في هونغ كونغ، كجزء من المفاوضات، ما قد يزيد من تعقيد المحادثات. وتبقى الأنظار متجهة إلى جنيف، حيث تشكل هذه المفاوضات محطة حاسمة في محاولة إعادة رسم ملامح العلاقة الاقتصادية بين واشنطن وبكين.