عاجل

تسليح المستوطنين

«ماجن 48».. برنامج إسرائيلي جديد لتدريب وتسليح المستوطنين بغلاف غزة

برنامج ماجن 48 التدريبي
برنامج "ماجن 48" التدريبي

أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء برنامج "ماجن 48" التدريبي بالتعاون مع منظومات غير حكومية لتدريب وتسليح مستوطني غلاف غزة فيما يقرب من 66 منطقة حدودية كانت تخضع فرقها الأمنية لتدريب شهري يستمر ليوم واحد طوال العام، ليصل إجمالي أيام التدريب إلى 12 يومًا سنويًا. 

وتشمل الدورة التدريبية مهارات تكتيكية، وتقنيات تواصل فعالة، وتدريبًا على أنواع متعددة من الأهداف، واستخدام الطائرات المُسيّرة في الاستطلاع، إضافة إلى استراتيجيات طبية في حالات الطوارئ، وتدريبًا على قيادة الفرق واتخاذ القرارات السريعة تحت الضغط.

ويُطلب من أفراد فرق الأمن، بمن فيهم النساء، الوصول إلى نفس مستوى الكفاءة في استخدام الأسلحة كما هو مطلوب من جنود القتال في الجبهة الداخلية وأفراد الدعم القتالي.

<span style=
برنامج "ماجن 48" التدريبي

برنامج "ماجن 48" التدريبي

فيما يسبق أحداث السابع من أكتوبر، كان مستوطني الغلاف يخضعون لتدريب عسكري مرة واحدة شهريًا، ويتم احتساب ثمانية من هذه الأيام ضمن خدمة الاحتياط العسكرية للمشاركين، ويتكفل الجيش الإسرائيلي بتمويلها ويطلق على متلقي التدريبات فرق الاستجابة الأولية. 

ولكن في الوقت الراهن، ستتولى منظمة "ماجن يهودا" غير الحكومية الخاصة، عبر برنامجها "ماجن 48"، تمويل الأيام الأربعة المتبقية.

وفقًا للجيش الإسرائيلي، فإن مسؤولية فرق الاستجابة الأمنية الأولية الواقعة على الحدود الإسرائيلية تقع على عاتقه حيث يُطلب من كل تجمع سكني أن يُشكل فريقًا يتألف من 24 عضوًا على الأقل، يتم تدريبهم وتسليحهم من قبل الجيش. ومع ذلك، فإن هؤلاء الأفراد ليسوا جنودًا نظاميين، بل متطوعون، وغالبًا ما يكونون آباءً تتراوح أعمارهم بين الثلاثينيات والأربعينيات، سبق لهم أداء الخدمة العسكرية الإلزامية.

ويُعين أحد أفراد الفريق قائدًا، وغالبًا ما يعمل أيضًا كمنسق أمني مدني، ويتقاضى راتبه من الجيش بالتعاون مع السلطة المحلية. 

<span style=
برنامج "ماجن 48" التدريبي

فرق الاستجابة الأولية

بعد هجوم حماس على مستوطنات غزة في عملية “طوفان الأقصى” تمكنها من إلحاق هزيمة أولية بالجيش، التفت الأنظار إلى فرق الاستجابة الأولية، والتي قُتل منهم 46 فردًا أثناء هجوم حماس. 

وبحسب ما نقلته التقارير التي أعقبت هجوم السابع من أكتوبر، فإن هذه الفرق - على امتداد حدود غزة - لم تتلق أي تدريب على استخدام المسدسات. كما أن بعضها لم يكن مزودًا ببنادق هجومية، أو لم يكن لديه إمكانية الوصول إلى مخازن الأسلحة المغلقة. 

وكشفت سلسلة من التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر أن هذه الفرق لم تخضع لنمط تدريبي موحد، وأن التنسيق فيما بينها وبين الجيش والمنظمات الأخرى كان ضعيفًا في كثير من الحالات.

<span style=
برنامج "ماجن 48" التدريبي

بداية برنامج التدريب العسكري كفكرة

في أغسطس 2022، وبعد سلسلة من حوادث الاقتحام وسرقة الأسلحة، أصدر الجيش تعليمات بسحب البنادق الهجومية من جميع فرق الأمن الحدودية في غزة. وقد اشترط الجيش إعادة الأسلحة بتوفير أماكن تخزين آمنة، سواء في منازل الأفراد أو في مستودعات محلية خاصة بالأسلحة. 

ونظرًا لعدم تشكيل فريق أمني في سديروت بحلول 7 أكتوبر، لم يكن هناك من يساهم في الدفاع عن المدينة عند الهجوم. وقد أسفر ذلك اليوم عن مقتل 53 شخصًا في سديروت، من بينهم 37 مدنيًا، و11 شرطيًا، ورجلا إطفاء، وثلاثة جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي.

أما في بئيري، فقد قُتل عنصرا الأمن المكلفان بفتح مخزن السلاح قبل أن يتمكنا من فتحه، وفي ناحال عوز بقي المخزن مغلقًا بسبب انقطاع التيار الكهربائي، بينما قُتل الشخص الوحيد الذي كان يحمل المفتاح اليدوي لفتحه.

<span style=
برنامج "ماجن 48" التدريبي

تنفيذ برنامج “ماجن 48” 

أسس دريبن، وهو مدرب متخصص في مكافحة الإرهاب سبق أن عمل مع الجيش  الإسرائيلي وقوات الشرطة والجيش حول العالم، منظمة "ماجن يهودا" غير الحكومية عام 2004 بهدف تدريب 64 فريق استجابة أولية، يتركز العديد منها في الضفة الغربية.

وقد تولى دريبن تدريب فريق كيبوتس إيرز قبل هجوم 7 أكتوبر، بعد أن تواصل معه أحد أعضاء الفريق من خلال صديق مشترك. وقد خضع أعضاء الفريق لتدريبات واقعية تحاكي سيناريوهات إطلاق نار حي، وانفجارات، ودخان كثيف، بالإضافة إلى محاكاة إصابات بين الجرحى واحتجاز رهائن.

وكنتيجة لأحداث السابع من أكتوبر، وفي أغسطس الماضي، فكر دربين في تأسيس برنامج "ماجن 48". ومن اللافت أن فرقة غزة التابعة للجيش الإسرائيلي، والتي تعاونت مع دريبن في إعداد تفاصيل البرنامج، أطلقت على مشروعها الموازي لتحسين العلاقات المدنية - العسكرية اسم "ماجن 46".

وفي هذا السياق، أوضحت متحدثة باسم الجيش أن تسمية البرنامج استُلهمت من اسم المنظمة غير الحكومية، مؤكدة أن "كلا البرنامجين منفصلان، لكنهما يتشاركان في الاسم والهدف، ونحن على استعداد لتقديم الدعم أينما استطعنا".

ويُعد تطوير خطط دفاعية مخصصة لكل مجتمع عنصرًا أساسيًا في المشروع، حيث تم إعداد 23 خطة حتى الآن. ويتم إعداد كل خطة بعد قيام ضابط احتياط بجولة ميدانية داخل المجتمع المستهدف، برفقة المنسق الأمني المحلي، من أجل فهم تصميمه الجغرافي وتحديد نقاط الضعف المحتملة ومصادر التهديد المتوقعة، ووضع طرق الدفاع المناسبة. وتُجرى بعد ذلك تدريبات قائمة على تلك الخطط، بمشاركة الجيش، مرتين على الأقل.

وأكد دريبن أن معايير التدريب موحدة لجميع المجتمعات، وإن كانت التدريبات تُصمم بما يتلاءم مع طبيعة كل منطقة.

<span style=
برنامج "ماجن 48" التدريبي

تكلفة التدريب السنوي

قام المسؤولون عن المشروع بزيارة المجتمعات اليهودية الأمريكية لحثها على التعاون مع فرق الأمن في مستوطنات حدود غزة من أجل تمويل أربع من أصل 12 دورة تدريبية لكل فريق. وتبلغ كلفة التدريب في السنة الأولى 26 ألف دولار أمريكي، على أن تنخفض بنسبة 20% في السنة الثانية، وبنسبة 50% في السنة الثالثة، مع اكتساب الفرق المزيد من الخبرة. وقد تمكنوا حتى الآن من تأمين الدعم اللازم لـ 18 مجتمعًا.

تم نسخ الرابط