عاجل

أكثر من 99% من أعماق المحيطات لا تزال مجهولة: دراسة تكشف الأسرار

أكثر من 99% من أعماق
أكثر من 99% من أعماق المحيطات لا تزال مجهولة

رغم أن المحيطات تشكل أكثر من ثلثي سطح الأرض، فإنها لا تزال في الغالب منطقة مجهولة للبشر، دراسة حديثة نشرتها مجلة Science Advances كشفت أن ما يزيد عن 99% من أعماق المحيطات العميقة لم يتم استكشافه بعد، حيث لا يتعدى الجزء الذي تم مسحه بصريًا 0.001% فقط، هذا ما نقلته منصة “BGR” ، مؤكدة أن ما نعرفه عن الفضاء يفوق بكثير معرفتنا بأعماق محيطات كوكبنا.

أكثر من 99% من أعماق المحيطات لا تزال مجهولة : دراسة تكشف الأسرار

أعماق بعيدة عن الأعين

تبدأ "المنطقة العميقة" من المحيط عند عمق 200 متر، وهي منطقة ينعدم فيها الضوء، وتنخفض مستويات الأوكسجين، ما يجعل من الصعب الوصول إليها، سواء بالغواصات المأهولة أو الروبوتات، ووفقًا للدراسة، فمنذ عام 1958 تم إجراء نحو 44 ألف غطسة استكشافية، إلا أن الغالبية العظمى منها اقتصرت على أعماق ضحلة نسبيًا، وقد شبه الباحثون المساحة التي تم تصويرها فعليًا من الأعماق بمساحة صغيرة لا تتجاوز ولاية رود آيلاند الأمريكية.

أهمية بيئية حيوية

تلعب أعماق المحيطات دورًا محوريًا في الحفاظ على التوازن البيئي العالمي، فهي تمتص ما يقرب من 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى 30% من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الأنشطة البشرية، ومع ذلك، فإن ندرة البيانات حول هذه الأعماق تعيق العلماء عن التنبؤ بتأثيرات التغير المناخي بشكل دقيق، وبحسب المصدر، فإن المزيد من الاستكشاف قد يسهم في كشف حلول بيئية جديدة وربما اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة حتى الآن.

خطر التعدين في المياه العميقة

واحدة من القضايا التي تثير القلق حاليًا هي تزايد توجه بعض الدول والشركات نحو التعدين في قاع المحيطات لاستخراج المعادن النادرة، ويحذر الباحثون من أن غياب البيانات الأساسية حول النظم البيئية في الأعماق قد يؤدي إلى أضرار لا رجعة فيها،  ونتيجة لذلك، تطالب 32 دولة حاليًا بفرض حظر مؤقت على أي عمليات تعدين في أعماق البحار حتى يتم إجراء المزيد من الدراسات.

دعوة إلى الغوص في المجهول

تشير نتائج الدراسة إلى ضرورة تكثيف الجهود العالمية لاستكشاف المحيطات، عبر الاستثمار في تكنولوجيا الغوص العميق، والاعتماد على الروبوتات الذكية، كما أن معرفة المزيد عن الأعماق قد تعزز من فهمنا لأصول الحياة على الأرض، وربما تقدم مفاتيح لحياة مستدامة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.

تم نسخ الرابط