عاجل

الشمبانزي يعزف الطبول للتواصل فى الغابات.. بصمة صوتية لكل فرد

الشمبانزي يعزف الطبول
الشمبانزي يعزف الطبول للتواصل في الغابات: بصمة صوتية لكل فرد

هل تعلم أن الشمبانزي يعزف الطبول في أعماق الغابات المطيرة؟ نعم، الأمر حقيقي وليس مجرد مبالغة، الكائنات الأقرب إلى الإنسان تملك وسيلة مذهلة للتواصل من خلال ضرب جذوع الأشجار، وهو ما أثبته العلماء في دراسة حديثة، وقد أطلق الباحثون على هذا السلوك اسم "قرع الطبول الاجتماعي"، إذ يستخدمه الشمبانزي لنقل معلومات عن موقعه وحالته لبقية أفراد المجموعة.

وذلك نقلا عن موقع " Discover Wildlife" الذي يوضح كيفية حدوث ذلك في السطور القادمة :

بصمة صوتية مميزة لكل شمبانزي

تبين من خلال المراقبة أن كل شمبانزي لديه نمط خاص من الإيقاعات يميزه عن غيره، تمامًا كما يملك كل إنسان بصمة صوتية أو طريقة كلام. وقد سجل الباحثون أكثر من 270 حالة لشمبانزي يقرع الطبول، واكتشفوا أن تلك الإيقاعات يمكن سماعها من مسافة تصل إلى أكثر من كيلومتر، ما يجعلها وسيلة فعّالة للتواصل في المساحات الواسعة.

متى يقرع الشمبانزي الطبول؟

يرتبط قرع الطبول غالبًا بحالات التنقل داخل الغابة، إذ يستخدمه الشمبانزي لإخبار الباقين باتجاهه أو بتغيير موقعه، كما لوحظ أن بعض الأفراد يستخدمون القرع بشكل متكرر، بينما يتجنب آخرون ذلك في وجود أفراد أعلى رتبة، هذا السلوك يشير إلى أن هناك وعيًا اجتماعيًا وتحكمًا في طريقة استخدام الإيقاعات، وكأن الشمبانزي يفكر في الوقت المناسب "لعزف موسيقاه".

"كما إنهم لا "يرقصون" عندما يقرعون الطبول، لكنهم ينتجون استجابات مذهلة "تشبه الرقص" للعواصف الرعدية الكبيرة أو الشلالات، والتي هي أيضًا إيقاعية تمامًا."

ماذا يكشف هذا السلوك عن تطور البشر؟

يرى العلماء أن هذه الظاهرة قد تكون أصلًا بدائيًا للموسيقى والإيقاع لدى البشر. فإذا كان الشمبانزي يستخدم الطبول بشكل رمزي للتواصل، فقد يكون هذا السلوك موجودًا منذ ملايين السنين في الأسلاف المشتركة للإنسان والشمبانزي، وهذا يفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية تطور التواصل الصوتي والاجتماعي لدى الإنسان.

وسيلة تعبير اجتماعي معقدة

قرع الطبول ليس مجرد أصوات عشوائية، بل يحمل معاني ودلالات اجتماعية معقدة، وهو ما يجعلنا ننظر للشمبانزي بطريقة مختلفة، فبدلًا من كونه مجرد كائن يقلد البشر، يبدو أنه يملك أدوات تواصل متقدمة توظف البيئة المحيطة بذكاء ومرونة.

 

تم نسخ الرابط