عاجل

«مارك»: الذكاء الاصطناعي قد يحل محل العلاقات الإنسانية.. والخبراء يرفضون

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي قد يحل محل العلاقات الإنسانية

تصريح مثير أدلى به مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، حيث أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح بديلًا حقيقيًا للعلاقات الإنسانية، جاء ذلك خلال حديثه في مؤتمر حول مستقبل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ما أثار موجة من الجدل بين العلماء وخبراء علم النفس والاجتماع الذين شككوا في واقعية هذا الطرح ، وأكدوا أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه تعويض العلاقات البشرية العاطفية أو النفسية.

زوكربيرج : مستقبلاً تفاعليًا بين البشر والذكاء الاصطناعي

في كلمته، قال مارك زوكربيرج ، إن أدوات الذكاء الاصطناعي باتت أكثر قدرة على فهم العواطف، والتفاعل مع البشر بطريقة قريبة مما تقوم به العلاقات الإنسانية التقليدية، وأشار إلى أن هذه التكنولوجيا، في المستقبل، قد توفّر للبشر صحبة ذكية ومتفهمة، خصوصًا لأولئك الذين يعانون من الوحدة أو يجدون صعوبة في التواصل الاجتماعي.

مارك زوكربيرج ربط ذلك بتجارب الواقع الافتراضي في ميتافيرس، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب أدوارًا مختلفة كصديق، أو شريك، أو حتى مرشد نفسي، وإن التقدم في تقنيات المحادثة التفاعلية والمشاعر الاصطناعية بات يسمح بتكوين روابط عاطفية حقيقية مع الآلات.

خبراء علم النفس والاجتماع يردّون: الروبوتات لا تشعر

رغم الحماس الذي أظهره مارك زوكربيرج ، فإن العديد من الخبراء في مجالات علم النفس والاجتماع عبّروا عن قلقهم من هذه النظرة التقنية البحتة للعلاقات البشرية ، وأشاروا إلى أن الذكاء الاصطناعي، مهما بلغ من تطور، لا يمتلك المشاعر، ولا يمر بالتجارب الإنسانية الحقيقية، وبالتالي لا يمكنه تلبية الاحتياجات العاطفية العميقة للبشر.

أكد الخبراء ، أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في العلاقات قد يؤدي إلى نوع من العزلة الاجتماعية، خاصة بين الشباب، كما حذروا من أن الانغماس في علاقات افتراضية مع آلات قد يضعف قدرة الناس على بناء علاقات إنسانية طبيعية، قائمة على التعاطف والتفاهم والتجربة المشتركة.

مخاوف من فقدان البُعد الإنساني

أشارت الدراسة التي وردت في تقرير CNBC ، إلى أن البشر بحاجة لعلاقات قائمة على اللمس الجسدي، وتبادل المشاعر الحقيقية، والتجارب المعقدة التي يصعب على الآلات محاكاتها، وبينما قد تقدم أدوات الذكاء الاصطناعي بعض الدعم المؤقت للأشخاص الذين يعانون من العزلة أو القلق الاجتماعي، إلا أنها لا تستطيع تعويض العلاقات الحقيقية المبنية على التفاعل البشري المتكامل.

واعتبر أحد الخبراء ، أن ما يقترحه مارك زوكربيرج ليس إلا حلاً تقنيًا لمشكلة اجتماعية أعمق ، تتمثل في تراجع الروابط الاجتماعية ، وتنامي الشعور بالوحدة ، وهو ما لا يمكن مواجهته بذكاء اصطناعي فقط.

التقنية مهمة لكن العلاقات الإنسانية لا تُستبدل

يتفق معظم الخبراء على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي ، كأداة داعمة وليس كبديل، حيث يمكن الاستفادة منه في تقديم الدعم النفسي المؤقت، أو تحسين مهارات التواصل، أو تدريب الأشخاص على التفاعل الاجتماعي، ولكن لا ينبغي اعتباره بديلًا للعلاقات الحقيقية.

و شدد الباحثون على ضرورة أن تبقى التكنولوجيا وسيلة لدعم الإنسان، لا لتحل محله، لأن ما يصنع العلاقات الإنسانية ليس فقط الكلمات، بل النوايا، والمشاعر، والخبرة الحياتية التي لا يمكن للآلة أن تمتلكها.

تم نسخ الرابط