عاجل

رمز للذاكرة والنجاة

وفاة مارجوت فريدلاندر.. آخر الناجين من المحرقة النازية عن عمر 103 أعوام

مارجوت فريدلاندر
مارجوت فريدلاندر

أعلنت مؤسسة مارجوت فريدلاندر، وفاة الناجية من المحرقة النازية (الهولوكوست) مارجوت فريدلاندر، عن عمر ناهز 103 أعوام، في العاصمة الألمانية برلين، حيث كرّست السنوات الأخيرة من حياتها لنقل شهادتها التاريخية للأجيال الجديدة.

وتُعد فريدلاندر واحدة من آخر الناجين الأحياء من معسكرات الاعتقال النازية، وكانت تُعرف بجهودها النشطة في التوعية بتاريخ الهولوكوست، خصوصًا بين الطلاب والشباب الألمان.

من برلين إلى تيريزينشتات.. ومن النجاة إلى الشهادة

وُلدت مارجوت فريدلاندر في برلين عام 1921، ونجت من حملات الترحيل والإبادة النازية بعد أن اختبأت لفترة داخل المدينة، لكنها اُعتقلت في نهاية المطاف عام 1944 وأُرسلت إلى معسكر تيريزينشتات في ما كان يُعرف حينها بتشيكوسلوفاكيا.

فقدت مارجوت عائلتها خلال المحرقة؛ إذ قُتل والدها ووالدتها وشقيقها في معسكر أوشفيتز سيئ السمعة.

بداية جديدة في أمريكا وعودة متأخرة إلى الوطن

بعد نهاية الحرب، هاجرت فريدلاندر عام 1946 مع زوجها - الذي التقت به داخل معسكر تيريزينشتات - إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عاشا معًا حتى وفاته.

وفي عام 2000، عادت مارجوت لزيارة برلين للمرة الأولى بعد عقود من الغياب، وفي عام 2010، قررت العودة للعيش في مسقط رأسها بشكل دائم وهي في سن 88.

صوت يُحاكي الضمير

منذ عودتها إلى ألمانيا، كرّست فريدلاندر حياتها لرواية تجربتها القاسية مع النظام النازي، متنقلة بين المدارس والمؤسسات التعليمية، ساعية إلى ترسيخ الوعي لدى الجيل الجديد حول فظائع الهولوكوست، وأهمية الوقوف في وجه الكراهية والتطرف.

وأصبحت فريدلاندر شخصية بارزة في المشهد التربوي والحقوقي في ألمانيا، وحازت على عدة جوائز تكريمية نظير جهودها في الحفاظ على الذاكرة التاريخية.

رسالة إنسانية عبر الأجيال

لم تكن مارجوت فريدلاندر مجرّد ناجية من المحرقة، بل أصبحت صوتًا صادقًا للذاكرة الجماعية، يحمل رسائل تحذيرية من تكرار الكراهية والتعصب. وقد دأبت على مخاطبة طلاب المدارس والمؤتمرات الشبابية، وتحدثت دومًا عن أهمية عدم الصمت أمام الظلم.

وفي إحدى لقاءاتها مع طلاب برلين، قالت فريدلاندر: "أنا لا ألوم أحدًا، لكنني أطلب منكم شيئًا واحدًا: لا تنسوا. لا تسمحوا لما حدث أن يتكرر".

تم نسخ الرابط