عاجل

أسلوب قيادة غير تقليدي يثير الجدل

باتيل في رئاسة «FBI».. قلص جلسات الاستخبارات وظهور متكرر في فعاليات رياضية

كاش باتيل
كاش باتيل

منذ توليه رئاسة مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في 20 فبراير 2025، انتهج كاش باتيل أسلوبًا مختلفًا جذريًا عن أسلافه، متخليًا عن بعض التقاليد الأساسية للمكتب، وأبرزها الاجتماع الاستخباراتي الصباحي اليومي الذي اعتاد عليه كل مدير للمكتب لعقود.

وبحسب مسؤولين حاليين وسابقين في الـFBI ووزارة العدل، فإن باتيل يحضر هذا الاجتماع مرتين فقط أسبوعيًا بدلاً من خمسة أيام، كما أوقف عقد الاجتماع الأسبوعي عبر الفيديو مع مديري الفروع الميدانية.

قلق داخلي وانتقادات بشأن الالتزام

أعرب عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين في FBI ووزارة العدل عن قلق متزايد من أن باتيل لا يأخذ منصبه على محمل الجد، مشيرين إلى تأخيره المتكرر عن الاجتماعات وتفضيله الظهور في فعاليات رياضية ومناسبات عامة بدلاً من التركيز على ملفات الأمن القومي.

وقال أحد المسؤولين: "كان من الصعب الحفاظ على روتين الاجتماعات الصباحية لأن باتيل لم يكن يحضر في الموعد، لذا تم تقليصها إلى يومي الثلاثاء والخميس".

بين الرياضة والطيران الحكومي

أثارت رحلات باتيل على متن طائرات FBI إلى مدن مثل ناشفيل ولاس فيغاس ونيويورك جدلاً واسعًا، خاصة أن بعضها تزامن مع مباريات رياضية شهيرة أو لقاءات اجتماعية مع مشاهير كـواين جريتزكي، ميل جيبسون، دونالد ترامب، وإيلون ماسك.

ورغم أن استخدام الطائرات الحكومية مسموح لأسباب أمنية، فإن بعض المصادر تساءلت عن مدى ارتباط هذه الرحلات بمهام رسمية.

المتحدث باسم FBI، بن ويليامسون، دافع عن مديره قائلاً: "التعديلات في جدول الاجتماعات جاءت استجابة لملاحظات داخلية، وليس بسبب التزام باتيل بالحضور... المدير يحضر خمسة اجتماعات صباحية أسبوعيًا، ويعمل ليلًا ونهارًا لحماية البلاد".

انتقادات من داخل المجتمع الأمني

قالت المحامية السابقة في وزارة العدل ستايسي يونغ، إن هناك شعورًا متزايدًا داخل الجهاز بـ"فراغ في القيادة"، مضيفة: "الانشغال بالعلاقات السياسية والتسريبات بات يُقلق الصفوف العليا أكثر من أداء المهام الأمنية".

أما العميل السابق كايل سيرافين، المقرّب من باتيل سابقًا، فقال إن باتيل "يبدو منشغلًا بالمناسبات الرياضية أكثر من العمل الجاد"، وهو ما يتناقض مع صورة الرئيس ترامب المعروف بـ"أخلاقيات العمل الصارمة"، حسب وصفه.

دفاع من المقربين

ردّ مقربون من باتيل على هذه الانتقادات، وقال أحدهم: "الأمر الوحيد الذي يفعله باتيل في وقت متأخر هو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية"، فيما أشار مصدر رسمي داخل FBI إلى أن "باتيل يطرح الكثير من الأسئلة في الاجتماعات ويسعى إلى الحلول، وهو ما قد يراه البعض تقليصًا للوقت أو عدم اهتمام".

توازن بين الإصلاح والاستعراض؟

على الرغم من خلفيته المثيرة للجدل كأحد أبرز منتقدي FBI في عهد ترامب، لم يُقدم باتيل حتى الآن على تغييرات جذرية في هيكلية المكتب، بل أعلن عن إعادة تنظيم إدارية محدودة، وحافظ على المهام التقليدية للمكتب مثل مكافحة الإرهاب والتجسس.

لكن مع ذلك، أظهر انحيازًا واضحًا لأولويات البيت الأبيض في التركيز على مكافحة عصابات المخدرات والهجرة غير الشرعية، في مقابل تقليص نسبي لبعض المهام التقليدية.

وفي شهادة أمام مجلس الشيوخ، أيّد باتيل خفضًا بنسبة 5% في ميزانية المكتب، قائلًا: "سنجعل هذه الميزانية تعمل وفقًا للاحتياجات التشغيلية".

تم نسخ الرابط