اشتباكات عنيفة واتهامات متبادلة
تفجيرات في الهند.. مقتل عشرات المدنيين وتحذيرات من اندلاع نزاع شامل

تتواصل الاشتباكات العنيفة على طول الحدود بين الهند وباكستان لليوم الثالث على التوالي، في أعنف موجة قتال بين الجانبين منذ أكثر من عقدين، وسط اتهامات متبادلة باستخدام الطائرات المسيّرة والمدفعية والصواريخ، ما أسفر عن مقتل نحو 48 مدنياً على الأقل، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".
وتقول نيودلهي إن قواتها استهدفت مواقع وصفتها بـ"معسكرات إرهابية" داخل الأراضي الباكستانية يوم الأربعاء الماضي، رداً على هجوم دامي وقع في 22 أبريل في الشطر الهندي من كشمير، أسفر عن مقتل 26 شخصاً، فيما نفت إسلام آباد أي علاقة بالحادث ودعت إلى تحقيق محايد.
تصريحات باكستانية متشددة
وفي خضم التصعيد، صرّح المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الليفتنانت جنرال أحمد شودري، يوم الجمعة، أن بلاده "لن تتجه إلى نزع فتيل التصعيد"، مؤكداً أن باكستان ستظل "في حالة حرب ما دامت سيادتها وشعبها يتعرضان للتهديد".
وأضاف شودري: "بعد ما فعلوه بحقنا، ينبغي أن نرد عليهم... حتى الآن، قمنا بحماية أنفسنا، لكنهم سيتلقون رداً في اللحظة التي نختارها".
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، شفقت علي خان، إن "السلوك غير المسؤول لنيودلهي وضع دولتين نوويتين على شفير نزاع كبير".
تفجيرات في أمريتسار وتبادل ضربات بالطائرات المسيّرة
وذكرت وكالة "رويترز" أن دوي أربعة انفجارات سُمع في مدينة أمريتسار بولاية البنجاب الهندية، ما أثار الذعر بين السكان. وامتدت الضربات الجوية إلى مناطق خارج كشمير، حيث استهدفت الهند مدناً في إقليم البر الباكستاني الرئيسي لأول مرة منذ حرب عام 1971، بحسب المصدر ذاته.
وفي بيان رسمي، قالت الجيش الباكستاني إنه أسقط 77 مسيّرة هندية، فيما اتهمت نيودلهي باكستان بمحاولة التسلل عبر الحدود بأكثر من 300 طائرة مسيّرة في 36 موقعاً.
أخطر مواجهة منذ كارجيل
يرى مراقبون أن هذه الاشتباكات تُعد الأعنف منذ صراع كارجيل عام 1999، وتهدد باندلاع نزاع شامل بين بلدين يمتلكان أسلحة نووية. وذكرت "رويترز" أن هذه أول مرة تضرب فيها الهند أهدافاً عسكرية داخل الأراضي الباكستانية الرئيسية منذ أكثر من خمسين عاماً.
إغلاق مطارات وتعليق الدراسة وتحذيرات دولية
أغلقت الهند 24 مطارًا في الشمال الغربي لأسباب أمنية، فيما عُلقت الدراسة في مناطق كشمير والبنجاب وراجستان، كما أُغلقت المدارس في كشمير الباكستانية وإسلام آباد حتى الإثنين.
وواصل المجتمع الدولي دعواته للتهدئة، إذ دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي باكستان إلى ضبط النفس، وأعلن نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس أن بلاده "لن تنخرط في حرب لا علاقة لها بها"، بينما واصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي جهوده الدبلوماسية بين إسلام آباد ونيودلهي.
"حرب إعلامية" على الجبهة الإلكترونية
تزامنًا مع التصعيد الميداني، تفجّرت جبهة إعلامية، حيث طلبت الحكومة الهندية من منصة "إكس" حجب أكثر من 8 آلاف حساب، من بينها حسابات وسائل إعلام دولية ومستخدمين باكستانيين. وقد امتثلت المنصة للأوامر على مضض، ووصفتها بأنها "خطوة رقابية غير مبررة".