ميرتس يدعو ترامب إلى "صفر جمارك": ألمانيا تطالب بإنهاء الحرب التجارية

دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب التجارية بين الجانبين، وذلك من خلال إلغاء الرسوم الجمركية بالكامل بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، معتبرًا أن التصعيد الجمركي "ليس فكرة جيدة".

وقال ميرتس في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل بعد مكالمة هاتفية مع ترامب: "قلت له إن أفضل حل هو الوصول إلى صفر جمارك للجميع، وعلى كل شيء".

خطوات فورية وتطلعات طويلة الأجل

وخلال ظهوره إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عبّر ميرتس عن أمله في اتخاذ خطوات سريعة لتخفيض الرسوم الحالية، على أن يُمهد ذلك لاحقًا لاتفاق تجاري شامل بين الطرفين.

وشدد المستشار الألماني على أن المطلوب هو اتفاق "صفر مقابل صفر" (Zero-for-Zero) في التعاملات التجارية، وهو المقترح الذي سبق للمفوضية الأوروبية طرحه بشأن السلع الصناعية. ويأتي ذلك في مقابل اتفاق ترامب التجاري الأخير مع المملكة المتحدة، الذي أبقى على رسوم جمركية بنسبة 10% على معظم السلع البريطانية، رغم إشادة ميرتس به كخطوة أولى.

خسارة فرصة سابقة

وفي حديثه، أعرب ميرتس عن أسفه لفشل مفاوضات اتفاق التجارة عبر الأطلسي السابق، قائلًا: "اليوم ندرك كم كان ذلك الاتفاق سيكون ذا قيمة... لكن للأسف فات الأوان".

وأشار إلى أن إلغاء الرسوم يجب أن يتزامن مع الاعتراف المتبادل بالمعايير الفنية والتنظيمية، مثل تلك المرتبطة بصناعة السيارات، ما يفتح الباب أمام سوق أكثر انفتاحًا وتكاملًا بين ضفتي الأطلسي.

أوروبا أولاً في التجارة

وخلال اتصاله مع ترامب، حرص ميرتس على التوضيح بأن الرئيس الأمريكي يجب أن يتعامل مع الاتحاد الأوروبي ككتلة موحدة، وليس مع كل دولة على حدة. وقال: "أقرب شريك تجاري للولايات المتحدة ليس ألمانيا أو فرنسا أو بولندا، بل هو أوروبا... والاتحاد الأوروبي".

موقف أوروبي موحد

تصريحات المستشار الألماني ميرتس جاءت في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى تقديم جبهة موحدة في مواجهة السياسات الحمائية التي تتبعها إدارة ترامب، لا سيما فيما يتعلق بالرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم والسلع الصناعية.
ويؤكد المسؤولون الأوروبيون أن أي تفاوض بشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة يجب أن يتم من خلال المؤسسات الأوروبية، وليس عبر اتفاقات ثنائية مع الدول الأعضاء.

وتحظى دعوة ميرتس إلى "صفر جمارك" بدعم داخل أروقة المفوضية الأوروبية، التي ترى في ذلك خطوة ضرورية لإنعاش التبادل التجاري العابر للأطلسي في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي وارتفاع معدلات التضخم.